دعاة جزائريون يروجون أكاذيب ضد مصر
دنا بريس – كريم محمد الجمال
في مشهد متكرر؛ انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لبعض الدعاة الجزائريين وهم يروجون للشائعات والأكاذيب ضد مصر، وذلك عقب زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى القاهرة الأسبوع الماضي.
وعبّر العديد من المصريين عن استيائهم الشديد من هذه الافتراءات، فيما لم يستهجن بعض المغاربة الأمر، فقد تعودوا على شائعات مماثلة موجهة ضد الشعب وضد الوطن.
ظهر الداعية الجزائري عمر الزاوي خلال درس ديني، يزعم أن الرئيس الجزائري طالب السيسي خلال لقائهما بفتح الحدود لعبور الجزائريين إلى غزة، بل وأضاف أن الرئيس الجزائري قال له: “دبر راسك”، حسب تعبيره.
ورغم غرابة هذا الادعاء وعدم معقوليته، إلا أن الدولة المصرية وشعبها يرفضونه تماماً؛ فهو يحمل تلميحاً خطيراً يتهم مصر بالتواطؤ. مصر ليست بالدولة الضعيفة ليأتي أي طرف خارجي ويفرض عليها ما ينبغي أن تفعله، ولا يحق لأي رئيس أن يوجه مثل هذا الكلام للمسؤولين المصريين.
إن ما يدّعيه بعض هؤلاء الدعاة بالدفاع عن القضية الفلسطينية، في حين أنهم لا يتورعون عن الكذب، يعتبر تناقضاً صارخاً. فالخطاب الرسمي الجزائري، من جهة أخرى، أعلن دعمه للوساطة المصرية وجهودها السياسية والدبلوماسية في خدمة القضية الفلسطينية، وأكد أن مصر هي التي تقوم بدور الوسيط الأساسي، وليس الجزائر.
ولو أراد الجيش الجزائري فعلاً والشعب الجزائري الوصول إلى فلسطين، فالوجهة البحرية مفتوحة، كما أن هناك طرقاً أخرى للوصول، ولا تنحصر حدود غزة مع مصر فقط، بل أيضاً مع إسرائيل. أما هذه الخطابات التي تسعى لنشر الكراهية ضد دولة مركزية ومحورية كبرى في المنطقة، وهي مصر، فهي لا تخدم سوى مصالح أعداء العرب.
وما تروّج له هذه المزايدات الرخيصة، والتي تظهر الرئيس الجزائري وكأنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر على حساب دولة مسلمة كبرى، هو تضليل واضح. فقد قدمت مصر الكثير من التضحيات لفلسطين، كما وقفت بجانب الجزائر خلال حرب استقلالها ودعمتها عسكرياً وسياسياً، وتحمّلت في سبيل ذلك العدوان الثلاثي عام 1956.
وعلى ما يبدو أن الحقد الدفين الذي يظهر في شائعاتهم الموجهة ضد المغرب يجد طريقه الآن إلى مصر وإلى الشعب المصري.