دنا بريس – المصطفى الوداي
في إطار جهودها المستمرة للحفاظ على التراث الثقافي والفني المغربي، نظمت جمعية عبد الله الشليح لهواة الملحون جمعها العام العادي مساء يوم الجمعة، فاتح نونبر 2024، بمقر الجمعية، وذلك لتقييم الأنشطة الثقافية والفنية التي تم تنفيذها خلال موسم 2023/2024، وتحديد الخطط المستقبلية لتعزيز مكانة الملحون كجزء من الهوية الثقافية المغربية.
في بداية الجلسة، أكد رئيس الجمعية، الدكتور عبد الجليل الكريفة، على أهمية الحفاظ على شعر الملحون كتراث شعري يعكس الثقافة المغربية. وتطرق إلى المشاريع البحثية التي تقوم بها الجمعية لدراسة وتحليل القصائد، مشيرًا إلى ديوان الشيخ الفقيه محمد الكبير بن عطية، الذي يُعتبر تجسيدًا لجودة الشعر الملحوني ومثالًا للإبداع الثقافي في مراكش. هذا الديوان يمثل نقطة انطلاق للجمعية، التي تسعى حاليًا لإصدار ديوان جديد للشيخ محمد الشاوي، مما يعكس التزامها بترسيخ هذه الفنون.
كما تناولت الجمعية أهمية إشراك الشباب في الأنشطة الثقافية والفنية، حيث أكّد الدكتور الكريفة على ضرورة تعزيز الجوق بالشباب وتكوينهم في مجالات الإنشاد والعزف. يأتي هذا التوجه في سياق توفير خلفية قوية لدعم استمرارية الملحون، مما يعكس رؤية الجمعية لفتح آفاق جديدة أمام الأجيال المقبلة.
وفي إطار أنشطتها القادمة، قدمت الجمعية برنامجًا حافلاً، يتضمن تنظيم أمسية جمعة نموذجية في ضيعة الحاج محمد البوعمري، وندوة علمية تتناول الملحون كشعر وكفن. إضافة إلى سهرة ملحونية يحييها الجوق، مما يعكس تفاعل الجمعية مع مختلف مكونات المجتمع ويسهم في نشر فنون الملحون بين جمهور أوسع.
هذا العام، تم تسليط الضوء على التحديات المالية التي تواجه الجمعية، حيث اعتمدت بشكل كبير على إمكانياتها الذاتية. ومع ذلك، لم تمنع هذه التحديات الجمعية من تحقيق إنجازات ملموسة في إحياء التراث الثقافي.
بعد تلاوة التقارير الأدبية والمالية، فتح باب المناقشة لتبادل الآراء والأفكار، ليختتم الجمع العام بأجواء من التفاؤل حول المستقبل الزاهر لجمعية عبد الله الشليح، ودورها المحوري في الحفاظ على التراث الملحوني وتعزيزه.