حضور عصابة البوليساريو يفسد احتفال ذكرى الثورة الجزائرية
دنا بريس – كريم محمد الجمال
احتفل الشعب الجزائري في الأول من نوفمبر بذكرى انطلاق الثورة الجزائرية، والتي ساندت فيها دول المنطقة الشعب الجزائري حتى نال الاستقلال، وبالأخص المغرب ومصر، وبدلاً من ذكر جهود جلالة الملك الراحل محمد الخامس والزعيم المصري جمال عبد الناصر، تعلن الرئاسة الجزائرية عن استقبال ممثل لعصابة البوليساريو لتضيع بهجة الاحتفال، ومشاركة الشعوب والجيران في المنطقة.
ويبدو أن النظام الحاكم في الجزائر لم يستوعب دروس الماضي جيدا فبعد أن تلقى التهاني من ملوك ورؤساء وزعماء الدول المختلفة، فإذا وسائل الاعلام الجزائرية تنشر صوره للرئيس عبد المجيد تبون مع بعض الضيوف ومن بينهم ممثل الانفصاليين في البوليساريو، ليفقد احتفال الثورة الجزائرية معناه. بتضييع هذا النظام لما قام به الجزائريون من تضحيات لنيل الحرية والاستقلال، فبدلا من دعم الدول والحكومات الجارة والشريفة والحريصة على أمن واستقرار المنطقة، فاذا بالجزائر الاكاذيب لعدد من هذه الدول وفي مقدماتهم المغرب وتليها مصر.
وهذه الصورة وهذا الاستقبال الرئاسي مع رئيس كيان مزعوم غير شرعي انفصالي إنما سقطة كبيرة ،ويؤكد فقدان البوصلة واستمرار الجزائر في دعم هذا الكيان خطأ كبير وستعلم ذلك القيادة الجزائرية عاجلا أم آجلا.
التحركات الدولية والشرعية الدولية وبحكم الواقع والتاريخ والجغرافيا تؤكد أن الصحراء المغربية ستعود الى السيادة المغربية بشكل كامل. وأن الأفضل للجزائر وللمنطقة أن يكون استقبال في مثل هذا اليوم لأحد ممثلين المملكة المغربية الدولة ذات التاريخ وذات العراقة وذات الأصالة ،والتي قدمت الكثير الشعب الجزائري لكي يحتفل بنجاح هذه الثورة. ولولا وجود هذا الكيان المزعوم لتواجد كثير من قيادات الدول العربية الذين يرفضون ان يشاركوا في فعالية يحضرها أعداء للتراب الوطني المغربي وكيانات غير معترف بها مثل عصابة البوليساريو.
ولو اصلحت الجزائر البوصلة لعلمت ان مصلحة اقليم الصحراء في بسط كامل السيادة الوطنية المغربية عليه حيث الاستثمارات وحيث التنمية. وان الجزائر في وضعها الحالي الحرج وهي تعاني اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لا تحتاج لعداء بل تحتاج لصديق وحليف كما كان المغرب طوال السنوات داعما وحليفا وصديقا للشعب الجزائري.
وبحساب الخسائر والمكاسب السياسية المجردة ماذا تستفيد الجزائر من دعم كيان غير شرعي مشبوه لتربح عداوة مع دولة مثل المغرب، وماذا تستفيد من الهجوم على الدول العربية الكبرى مثل ودول الخليج، في حين ان العكس هو الأفضل والاصلح للجزائر اولا وللدول الاخرى ولصالح المنطقة والاقليم.