فيتنام تفتح آفاق جديدة للتعاون مع دول الشرق الأوسط
دنا بريس – متابعة
تسعى فيتنام لتعزيز علاقاتها مع دول الشرق الأوسط بهدف تحقيق التنمية المشتركة، وذلك عبر توسيع قنوات التعاون الاقتصادي وتطوير علاقات متعددة الأبعاد. فبينما تمتلك دول الشرق الأوسط موارد طبيعية وفيرة، خاصة في مجالي النفط والغاز، إلى جانب موقع استراتيجي يربط قارات العالم، تستمر اقتصادات المنطقة في تنويع مصادر الدخل وجذب الاستثمارات الخارجية، مما يفتح فرصاً واسعة للتكامل مع الاقتصاد الفيتنامي المتنامي.
من جانبها، شهدت فيتنام نمواً ملحوظاً بعد نحو 40 عاماً من مسيرة الإصلاح الاقتصادي، مما جعلها واحدة من أهم الشركاء التجاريين في جنوب شرق آسيا. ومع وصول الناتج المحلي الإجمالي إلى حوالي 430 مليار دولار أمريكي في 2023، أصبحت فيتنام ذات جاذبية استثمارية للشركات العالمية. وساهم توقيعها على 17 اتفاقية تجارة حرة، من ضمنها اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي (EVFTA) والشراكة الشاملة عبر المحيط الهادئ (CPTPP)، في تعميق اندماجها في الاقتصاد العالمي، وتطوير بيئة استثمارية جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة.
كما أن فيتنام تتبع سياسة خارجية مرنة تقوم على توسيع العلاقات الدبلوماسية، حيث أقامت علاقات مع 193 دولة حول العالم، من ضمنها شراكات استراتيجية شاملة مع عدد من الدول. وهذا يسلط الضوء على رغبة فيتنام في تعزيز صورتها كشريك موثوق وعضو مسؤول في المجتمع الدولي، وهو ما يمنحها دفعة قوية للتعاون مع الشرق الأوسط في المجالات الحديثة.
في إطار التطور في العلاقات الفيتنامية مع دول الشرق الأوسط، تتوسع آفاق التعاون لتشمل مجالات متقدمة مثل الطاقة الخضراء، التكنولوجيا العالية، الذكاء الاصطناعي، وتقنيات الحوسبة وأشباه الموصلات، حيث تسعى فيتنام إلى الاستفادة من خبرات الشرق الأوسط في تطوير بنيتها التحتية في هذه المجالات، بينما تسعى دول الشرق الأوسط إلى الاستفادة من فيتنام في تطوير صناعات تتوافق مع معايير سوق الحلال وتوسيع صادراتها.
وقد شهدت العلاقات الفيتنامية-العربية مؤخراً تطوراً لافتاً عبر زيارات رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه الرسمية لدول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر، وهي الزيارات التي تعكس مدى الاهتمام الذي توليه فيتنام لتعزيز روابطها السياسية والاقتصادية مع العالم العربي.