في زيارة تاريخية.. الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون يلقي خطابًا أمام البرلمان المغربي
هيئة تحرير دنا بريس
تلقى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب اهتمامًا واسعًا على المستويات الرسمية والإعلامية والشعبية في كلا البلدين، وأهم ما يميز هذه الزيارة لقاء الرئيس ماكرون مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
يتضمن برنامج الزيارة التاريخية جملة من اللقاءات مع المسؤولين من كلا البلدين، برئيس الحكومة ورؤساء مجلسي البرلمان، والحدث الأبرز بعد لقاء ماكرون بجلالة الملك، الخطابا الرسمي الذي سيلقيه غدا بمجلس النواب، نا من شأنه أن يجعل هذه اللحظة لحظة مفصلية في العلاقات المغربية الفرنسية، لاسيما بعد فترة الفتور السياسي والتوتر في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وجاء في بلاغ مشترك لمجلسي البرلمان “ينهي رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس المستشارين إلى علم كافة السيدات والسادة النواب والمستشارين المحترمين، أنه وبمناسبة زيارة الدولة التي يقوم بها فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية، السيد إيمانويل ماكرون، إلى المملكة المغربية بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وطبقا لأحكام الفصل 68 من الدستور، سيعقد البرلمان جلسة مشتركة تخصص للاستماع لخطاب فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية، وذلك يوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2024 في الساعة الحادية عشرة صباحا بقاعة الجلسات العامة بمجلس النواب”.
زيارة ماكرون للمغرب: فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين
وصفت إذاعة “مونت كارلو” هذه الزيارة بأنها حدث بارز يُبرز إرادة الطرفين لتجديد العلاقات، ويعكس مستوى عاليًا من البروتوكول والتقدير، حيث يرافق ماكرون وفدٌ رفيع من السياسيين والمثقفين ورجال الأعمال الفرنسيين. وتشير هذه الزيارة إلى انتهاء فترة القطيعة وتعزيز الروابط، خاصة بعد اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، وهو ما يعتبر خطوة مهمة في دعم الاستقرار والتكامل بين البلدين.
يتضمن جدول الزيارة عدة اجتماعات للرئيس الفرنسي مع مسؤولين حكوميين، من بينهم رئيس الحكومة عزيز أخنوش، فضلاً عن لقاءات تجمع رجال الأعمال والمستثمرين من الجانبين. وتشمل محاور التعاون المتوقعة عدة مجالات، من أبرزها التعاون العسكري، حيث يُنتظر توقيع صفقة لتزويد القوات المسلحة الملكية المغربية بمروحيات من طراز “كاراكال”.
فرص التعاون المرتقبة: من البنية التحتية إلى الرياضة
ومن المتوقع أن تفتح الزيارة آفاقًا جديدة للتعاون في مجال البنى التحتية والتنمية الرياضية، حيث يستعد المغرب لاستضافة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم عام 2025، وكأس العالم عام 2030. وتتيح هذه الأحداث فرصًا لفرنسا لتقديم خبراتها في تنظيم الفعاليات الكبرى، خاصة بعد تنظيم أولمبياد باريس 2024.
العلاقات المغربية الفرنسية: روابط تاريخية وشراكة مستدامة
تُعتبر العلاقات المغربية الفرنسية علاقات تاريخية وثيقة تقوم على أسس من التعاون والشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات، تمتد لأكثر من قرن. ويجمع البلدين إرث ثقافي وتاريخي مشترك، ويتعاونان في شتى المجالات الاقتصادية والعسكرية والثقافية، مما يجعل كل زيارة رسمية بينهما خطوة لتعزيز الصداقة المتينة وتطوير التعاون المتبادل بما يتماشى مع المتغيرات الإقليمية والدولية.
تأتي زيارة ماكرون كرسالة واضحة تعبر عن الرغبة في تعزيز الثقة والتفاهم بين الرباط وباريس، مع التركيز على القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، واستكشاف سبل جديدة لتعزيز التعاون الذي يخدم مصالح البلدين في المستقبل.