قراءة في الهجوم الإسرائيلي على إيران
دنا بريس – كريم محمد الجمال
قامت فجر أمس القوات الجوية الإسرائيلية بشن هجوم على عدة مواقع إيرانية، بمشاركة 100 طائرة حربية ومسيرة.
وبحسب وسائل إعلام عبري؛ قامت إسرائيل بتحديد 20 هدف داخل إيران وهاجمتها. وفيما أعلن الإعلام الإسرائيلي نجاح الهجوم وهو لم يسفر سوى عن مقتل اثنين من الجنود، أعلنت الإعلام الإيراني إحباط وفشل الهجوم، وعودة الحياة إلى طبيعتها مع انتظام الرحلات الجوية في المطارات الإيرانية.
واعتبر كثير من المحللين والخبراء هذا الهجوم أقل من المستوى المتوقع والمنتظر، والذي رسمته البروباغندا الغربية والإسرائيلية، حيث توعدت إسرائيل بضربة كبيرة على إيران ستكون مؤثرة للغاية.
وتحدث رئيس الأركان الإسرائيلي وقائد سلاح الجو إلى الطيارين أثناء التدريبات العسكرية والتحضير للضربة بأن العالم أجمع سيتحدث عن هذه التدريبات من قوة وهول الضربة، في حين أن الأمور لم تكن على هذا النحو.
وخرجت أصوات كثيرة من الإعلام الإسرائيلي تؤكد ان الهجوم ضعيف المستوى، وأن ما قدمته الحكومة والجيش طوال الشهر الماضي لم يكن إلا دعاية واستعراضا، وأن الهدف مجرد تضييع الوقت وكسب مكاسب سياسية وحزبية وشخصية لرئيس الوزراء وحزبه الليكود، وأن الضربة لم تؤثر على إيران في شيء.
وكشف مسؤولون أوروبيون، بالأخص في بريطانيا والمانيا، ن الرد الإسرائيلي جاء مدروسا ومحدودا، حتى لا تقوم إيران بالرد من جديد وتتسع دائرة التوتر والعنف في المنطقة. بل حثوا إيران على عدم الرد.
وبالفعل، فعلى مايبدو؛ من خلال استقراء الخطاب الإعلامي في إيران، فلن يكون هناك تصعيد من جانب إيران ولن تقوم بالرد على هذا الهجوم الذي تمكنت من احتوائه وإحباطه.
وبحسب تقارير إعلامية وتسريبات استخباراتية؛ فقد تدخلت روسيا لحماية حليفها الإيراني، وقدمت معلومات استخباراتية غايه في الحساسية قبل بدء الهجوم، وأبلغت إيران بذلك. ونقلت مقاطع االهجوم على العاصمة طهران تواجد منظومات الاس 400 الروسية للدفاع الجوي التي بمجرد أن أعلنت إسرائيل نيتها في الهجوم على إيران حتى شدت الرحال إلى طهران، وبالفعل كان، فقامت بمهمتها خير قيام في التصدي للهجمات الإسرائيلة.
ويبدو أن تسريب الخطط الإسرائيلية لمهاجمه الأهداف الإيرانية قد حدد وقيد كثيرا الهجوم الذي لم يشعر به كثيرون ولم يحدث أي صدى إعلامي أو سياسي، بل ذهب البعض لاعتبار الهجوم عملية منسقة، ومجرد تمثيلية ومسرحية تأتي في إطار الرد والرد المتفق عليه.
ومن جانبها؛ أعلنت الدول العربية تضامنها مع إيران ضد الهجوم الإسرائيلي وفي مقدمتها السعودية ودول الخليج التي أعلنت ادانتها الواضحة والصريحة لهذا الهجوم. هذا ولا يبدو ان ايران ستقوم بالرد بشكل عسكري على هذا الهجوم فقط ستكتفي بالمسارات الدبلوماسية وتقديم شكوى في مجلس الأمن.
وبنظرة عامة على الوضع الحالي يتضح ان الرغبة الدولية لا تذهب في اتجاه التصعيد في المنطقة، بل، إلى الهدنة خصوصا مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، ولذلك يبدو أن هناك تفاهمات بين الدول الكبرى العظمى أمريكا وحلفائها من جانب، وروسيا والصين وإيران من جانب آخر لتهدئة الوضع مع ظهور أخبار عن رغبة أمريكية في عودة المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة بوساطة مصرية قطرية.