يحيى السنوار.. عاش شامخًا واستشهد في شموخ
مصطفى الوداي
تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد ظهر يوم الخميس 17 أكتوبر 2024، خبر استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. وجاء استشهاده عن طريق الصدفة، على إثر قصف نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مبنى بعد اشتباه في وجود أفراد من كتائب القسام داخله.
رحل بذلك أحد أبرز فرسان المقاومة الفلسطينية، الذي ظل متخفيًا طيلة عام كامل، فيما عجزت المخابرات العسكرية الإسرائيلية عن تحديد مكانه. دمرت إسرائيل غزة خلال بحثها المحموم عن السنوار، ورصدت مبلغ 400 ألف دولار لمن يقدم معلومات عن مكانه. ومع ذلك، استشهد في نهاية المطاف بالصدفة في معبر رفح، خلال اشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، دون قصد، صورًا تبرز قائدًا عظيمًا عاش شامخًا واستشهد شامخًا، حاملاً سلاحه ورأسه مرفوعًا، وهو يرتدي سترة واقية. ظل السنوار رمزًا للقائد الذي لم يطأطئ رأسه للعدو، وفارق الحياة بكرامة، محققًا رغبته بأن تنهي إسرائيل حياته في ساحة المعركة.
استشهاد يحيى السنوار كذب الرواية الإسرائيلية التي كانت تدعي اختباءه في الأنفاق، ليظهر قائدًا مقاتلًا مثل جميع أفراد حركة حماس. تزامن استشهاده مع عدة محطات مهمة في حياته، حيث وُلد في 29 أكتوبر 1962، وخرج من السجن في 28 أكتوبر 2011 مع 1027 أسيرًا فلسطينيًا في صفقة تبادل الأسرى مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. كما أن طوفان الأقصى بدأ في 7 أكتوبر 2023، ليموت شهيدا في 17 أكتوبر 2024.
بوفاة السنوار، تكون إسرائيل قد تخلصت من شبح كان يرعب بنيامين نتنياهو ويأرق مضجع الإسرائيليين. ومع ذلك، تبقى المقاومة مستمرة، فالاغتيالات لم ولن تكسر عزيمتها، فيما تنتظر حركة حماس تعيين زعيم جديد بعد فقدان رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، الذي اغتيل في 31 يوليو 2024، وخلفه السنوار.