شَتَّانَ بَيْنَ مَلِكٍ يُحَبُّ وَرَئِيسٍ يُهَابُ!.. قِرَاءَةٌ فِي اللِّقَاءَاتِ العَفَوِيَّةِ لِجَلَالَةِ المَلِكِ بِشَعْبِهِ
هيئة تحرير دنا بريس
يتكرر مشهد لقاء جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، بالمواطنين والزوار في المغرب، حيث يتجلى التواضع والاحترام المتبادل بين جلالته والشعب. هذه اللحظات، التي تتسم بالعفوية والاحترام، تُعبر عن العلاقة الفريدة التي تجمع بين الملك وشعبه، وهي علاقة تميّز المغرب عن غيره من الدول. فالمواطنون يلتفون حول جلالة الملك بشكل طبيعي، لتبادل التحيات والتقاط الصور والهتاف بحياته، مثلما حدث في ظهوره الأخير أمام البرلمان.
على النقيض، أظهر الإعلام الجزائري مشهداً مشابهًا للرئيس عبد المجيد تبون، لكن كثيرين اعتبروا المشهد مفتعلاً وغير عفوي. فالرئيس الجزائري ظهر محاطًا بمجموعة من الأشخاص، بطريقة بدا فيها التقليد واضحًا، خصوصًا مع محاولة إظهار تقبيل اليد، وهو تقليد مغربي ملكي معروف، لا يمت بصلة لتقاليد الجمهورية الجزائرية.
يعدّ المغرب حالة خاصة، حيث يتجول جلالة الملك وسط الشعب دون حواجز، وهي تقاليد عريقة تمتد حتى في زياراته الخارجية. في المقابل، يبدو أن حكام الجزائر يحاولون تقليد هذا النموذج، لكن بشكل مصطنع، ما دفع المراقبين السياسيين إلى التشكيك في مصداقية هذه المشاهد. فالوضع الاقتصادي الصعب والتوترات الاجتماعية التي تعصف بالجزائر تجعل من الصعب تصديق أن الرئيس يحظى بهذه الشعبية.
هذه المحاولات الجزائرية البائسة لتقليد جارتها المغربية تبدو غير مقنعة في ظل الانقسام الاجتماعي والسياسي الذي يعاني منه الشعب الجزائري، والذي تجلى في عزوفهم الكبير عن الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بالإضافة إلى تردي الأوضاع المعيشية وتراجع الخدمات الأساسية.