الخطاب الملكي السامي في عيون إعلامية مغربية، عربية وغربية (أورو-أمريكية)
هيئة تحرير دنا بريس
في سياق التطورات السياسية والإقليمية المتسارعة، جاء خطاب جلالة الملك محمد السادس أمام البرلمان ليتناول قضية الصحراء المغربية بموقف ثابت ورؤية متماسكة، تؤكد على شرعية المغرب في الدفاع عن وحدته الترابية. شكل هذا الخطاب محطة هامة في تعزيز مواقف المغرب على الصعيدين الداخلي والخارجي، وقد تفاعل معه الإعلام المغربي والدولي، كل وفق رؤيته وتحليله للأبعاد السياسية والدبلوماسية التي طرحها جلالته.
الخطاب الملكي في عيون مغربية
في المغرب، حظي خطاب جلالة الملك بتغطية واسعة وإشادة كبيرة من قبل وسائل الإعلام المحلية، التي سلطت الضوء على ثبات الموقف المغربي حيال قضية الصحراء.
قدمت القناة الأولى المغربية تغطية خاصة للخطاب، حيث أظهرت الصور واللقطات التحليلية من داخل البرلمان. وركزت القناة على الإشادة الملكية بأبناء الصحراء المغربية وولائهم للوطن، وأهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات الإقليمية. كما نقلت القناة تصريحات لأعضاء البرلمان والمحللين السياسيين الذين أكدوا على أن الخطاب يعزز من الوحدة الوطنية ويوجه رسالة قوية إلى المجتمع الدولي حول التزام المغرب بالحكم الذاتي كحل نهائي وعادل
وركزت القناة الثانية (دوزيم) في تغطيتها على قوة الموقف المغربي وثباته في وجه التحديات الإقليمية والدولية. كما أبرزت القناة المشاريع التنموية الكبرى التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، مؤكدةً على أن هذه المشاريع هي دليل واضح على التزام المغرب بتطوير تلك المناطق ضمن إطار مبادرة الحكم الذاتي. وقدمت القناة لقاءات مع محللين سياسيين مغاربة وأجانب أشادوا برؤية جلالة الملك لحل النزاع بطرق سلمية ودبلوماسية، مع تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها المملكة في هذا السياق.
وأما ميدي 1 تيفي فقدمت هي الاخرى تغطية معمقة للخطاب الملكي، حيث ركزت على الدور الريادي للمغرب في تعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال مبادرة الحكم الذاتي. كما أشادت ميدي1 تيفي بالدعم الدولي المتزايد لهذه المبادرة، معتبرةً أن الخطاب الملكي يعزز العلاقات الدولية للمغرب، خاصة مع الدول الأوروبية والإفريقية. وقد سلطت القناة الضوء على أن الخطاب يعكس استراتيجية متكاملة ترتكز على التنمية والتعاون الإقليمي.
من جانبها، قدمت وكالة الأنباء المغربية (MAP) تغطية شاملة للخطاب، مبرزةً إشادة جلالة الملك بالدور الذي تلعبه الدبلوماسية المغربية في الدفاع عن حقوق المملكة وتعزيز علاقاتها الدولية. كما تطرقت الوكالة إلى إشارة جلالته إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها المغرب في تطوير الأقاليم الجنوبية من خلال مشاريع تنموية كبرى، تؤكد على التزام المملكة بتطوير تلك المناطق وتعزيز استقرارها.
وفي نفس السياق؛ سلط موقع “هسبريس” الضوء هو الآخر على الطرح الواضح لجلالة الملك حول المشاريع التنموية الكبرى التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، مؤكداً أن هذه المشاريع تأتي في إطار تعزيز التنمية المستدامة وتقوية البنية التحتية لتلك المناطق. المقال الذي حمل عنوان “خطاب النقط على حروف شرعية مغربية الصحراء” أشار إلى أن الموقف المغربي ثابت في وجه محاولات التضليل الإعلامي التي تقودها بعض الجهات، مع تسليط الضوء على الدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي.
وفي تغطية خاصة، أبرز موقع le360 تأكيد جلالة الملك على أن مبادرة الحكم الذاتي هي الحل الأنسب لقضية الصحراء المغربية، مع الإشارة إلى إشادة الملك بالمواقف الدولية التي تدعم هذا الحل. وركز الموقع على التزام المغرب المستمر بتطوير الأقاليم الجنوبية، مؤكداً على أهمية المشاريع التنموية في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية لسكان تلك المناطق.
ومن جانبه نشر موقعنا “دنا بريس” في إطار اهتمامه المتواضع بالخطاب الملكي السامي، تم نشر النص الكامل للخطاب، هذا من حانب ومن جانب آخر؛ نشر الموقع مقالة معنونة ب”جلالة الملك يؤكد سيادة المغرب على صحرائه في خطابه السامي أمام نواب الأمة”، هذا ونشر الموقع كذلك مقالة وازنة للمنسق الوطني لتأسيسية حزب البديل الاجتماعي الديمقراطي، الدكتور عبد الحكيم قرمان، بعنوان “قراءة في أهم رسائل الخطاب الملكي السامي”، تناول فيها أهم رسائل خطاب جلالة الملك محمد السادس خلال افتتاح الدورة التشريعية. والتي أكدت على انتقال ملف الصحراء المغربية من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير، داعياً إلى الحزم والمبادرة في الدفاع عن حقوق المغرب المشروعة في صحرائه. مشيرا إلى أن الصحراء المغربية أصبحت محورا للتواصل مع إفريقيا بفضل المشاريع الاستراتيجية مثل أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا، مما يعزز موقعها الإقليمي.
الخطاب الملكي في عيون غربية (أورو-أمريكية)
في العالم العربي، حظي خطاب جلالة الملك بتغطية واسعة وترحيب كبير. فقد خصصت وسائل الإعلام الخليجية والمصرية مساحات مهمة لتغطية الخطاب الملكي. فقد أشار موقع “اليوم السابع” المصري إلى أن خطاب جلالة الملك محمد السادس يمثل تحولاً في التعاطي مع ملف الصحراء، حيث أكد على أن اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء يعد انتصاراً كبيراً للمغرب. كما تطرق الموقع إلى دعم مصر المستمر للموقف المغربي في هذا الشأن.
وأما “سكاي نيوز عربية” قدمت تغطية مكثفة للخطاب الملكي، حيث نقلت مقاطع من الخطاب مع تعليقات محللين سياسيين حول أهمية هذا الخطاب في تعزيز موقف المغرب على الصعيد الدولي. كما أشار المحللون إلى أن الخطاب يعكس قوة المغرب في الدفاع عن وحدته الترابية وفي التزامه بمبادرة الحكم الذاتي كحل عملي للنزاع.
وكذلك؛ قامت “الشرق الأوسط” الجريدة الدولية بتغطية خطاب جلالة الملك، حيث ركزت على دعوة الملك إلى تعزيز التعاون الإقليمي لحل النزاعات والعمل على تحقيق الاستقرار في المنطقة. أشارت الجريدة إلى أهمية مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل عملي ومستدام.
وأما قناة “العربية” فعرضت تقريراً خاصاً عن الخطاب، مع تحليل سياسي من خبراء حول انعكاسات خطاب جلالة الملك على المشهد السياسي في المنطقة. تم التركيز على إشادة جلالة الملك بدعم الدول الشقيقة والصديقة للموقف المغربي، وأهمية تعزيز العلاقات مع هذه الدول في إطار احترام السيادة والوحدة الترابية.
فيما موقع “القدس العربي” فتناول الموقع البعد التاريخي للقضية، مشيراً إلى تأكيد جلالة الملك على شرعية الموقف المغربي، وعلى أن قضية الصحراء هي جزء لا يتجزأ من هوية المملكة. وأشاد الموقع بالمشاريع التنموية التي تساهم في ربط الأقاليم الجنوبية بباقي التراب الوطني.
بينما افردت جريدة “الاتحاد الإماراتية” مقالة عن الخطاب الملكي، وركزت على تأكيد جلالة الملك أن المغرب ماضٍ في تطوير الأقاليم الجنوبية، مشيرة إلى أن هذا التطور يعزز شرعية المغرب في المجتمع الدولي. كما نوهت الصحيفة بالدور القيادي للمغرب في السعي نحو حل سلمي ونهائي للنزاع.
من جانبه، تناول ش الخطاب الملكي مشيدًا بالجهود الدبلوماسية المغربية التي تواصل الدفاع عن سيادة المغرب على أراضيه. كما أشار إلى إشادة جلالة الملك بمواقف الدول العربية الشقيقة التي دعمت موقف المغرب، خاصة في ظل التحديات الإقليمية الراهنة.
الخطاب الملكي في عيون غربية، أوروبية وأمريكية
على الصعيد الدولي، تلقت وسائل الإعلام الغربية خطاب جلالة الملك باهتمام واسع، حيث سلطت الضوء على الأبعاد الجيوسياسية للخطاب.
فصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تناولت الخطاب الملكي من زاوية التأثير الجيوسياسي على العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الخطاب يعكس التزام المغرب بحل النزاع سلمياً، مع التركيز على التنمية الاقتصادية للأقاليم الجنوبية. وأبرزت الصحيفة أن التعاون المغربي الأمريكي في مجالات الأمن والاستقرار يعد أحد الدعائم الأساسية لتعزيز العلاقات بين البلدين.
من جانبها، تناولت قناة “بي بي سي” البريطانية الخطاب في سياق العلاقات الثنائية بين المغرب والمملكة المتحدة، حيث أشارت إلى أن دعم المملكة المتحدة لموقف المغرب يعكس التعاون الوثيق بين البلدين في قضايا الأمن والتنمية الإقليمية. ركزت القناة على حديث جلالة الملك عن أهمية الحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع، ودور المغرب المحوري في استقرار المنطقة.
وفي تحليل آخر، سلط موقع “بوليتيكو” الأمريكي الضوء على تأثير الخطاب الملكي في تعزيز العلاقات المغربية الأمريكية. حيث أشاد الموقع بالجهود التي تبذلها الدبلوماسية المغربية لتعزيز موقف المغرب على الصعيد الدولي، مشيراً إلى أن خطاب جلالة الملك يأتي في إطار استمرارية التزام المغرب بالحل السلمي للنزاع، وتأكيده على استمرارية التنمية في الأقاليم الجنوبية.
وفي سياق مماثل، قدمت وكالة “رويترز” البريطانية تغطية تحليلية للخطاب، مسلطةً الضوء على الدعم الدولي المتزايد لموقف المغرب. ركزت الوكالة على حديث جلالة الملك حول مبادرة الحكم الذاتي، التي وصفها المجتمع الدولي بأنها الحل الواقعي والعملي لنزاع الصحراء. كما تطرقت إلى ردود الفعل الإيجابية من قبل العديد من الدول الأوروبية التي أكدت دعمها الكامل للمغرب في هذا الملف.
هذا ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) تفاصيل الخطاب، مسلطة الضوء على موقف المغرب الثابت بشأن الصحراء. وركزت في تغطيتها على الترحيب الدولي بمبادرة الحكم الذاتي ودعم العديد من الدول الكبرى لهذا الحل، مشيرة إلى الثناء على الجهود المغربية في تعزيز التنمية في الأقاليم الجنوبية.
وأما جريدة “لوموند” الفرنسية: نشرت الجريدة مقالات حول خطاب جلالة الملك محمد السادس، مع التركيز على العلاقة الفرنسية المغربية ودعم فرنسا لموقف المغرب في قضية الصحراء. وقد تناولت الجريدة أهمية هذا الدعم في سياق العلاقات الثنائية بين البلدين وأبعاده السياسية على الصعيد الأوروبي.
هذا ويشار إلى أن جريدة “إلباييس” الإسبانية قد تناولت هي الأخرى، الأبعاد الإقليمية للخطاب، مشيرةً إلى أن المغرب قد رسخ موقفه بشكل نهائي في قضية الصحراء من خلال مبادرة الحكم الذاتي. ركزت الجريدة على أن الخطاب الملكي يعزز العلاقات المغربية الإسبانية، ويعطي دفعة قوية للشراكة الثنائية، خصوصاً في ظل التحديات الإقليمية المشتركة.