الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024.. بين التحول الرقمي والتحديات الميدانية
هيئة تحرير دنا بريس
الإحصاء هو أحد الفروع العلمية التي تعتمد على الأساليب الرياضية لتحليل البيانات وتنظيمها وتفسيرها، من أجل استنباط معلومات دقيقة تساعد في اتخاذ القرارات المناسبة. هذا العلم لا يقتصر على مجالات معينة بل يمتد إلى ميادين متعددة مثل الاقتصاد، الصحة، السياسة، وحتى التكنولوجيا. هدف الإحصاء الأساسي هو تحويل البيانات الخام إلى معلومات مفهومة يمكن الاعتماد عليها لاتخاذ القرارات المؤسسية والحكومية.
الإحصاء في المغرب
في المغرب، يلعب الإحصاء دوراً محورياً في التخطيط والتنمية، حيث يتم الاعتماد عليه بشكل كبير في رسم السياسات العامة. من أبرز الأحداث المتعلقة بالإحصاء في المغرب هو “الإحصاء العام للسكان والسكنى”، والذي يُنظم مرة كل عشر سنوات لتوفير بيانات دقيقة حول الوضع السكاني والاجتماعي والاقتصادي.
وهذه البيانات تساعد في تحديد الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية، وتوجيه الاستثمارات وتحسين الخدمات العامة. وهو، اي؛ الإحصاء أحد الأدوات الأساسية التي تعتمد عليها الحكومة المغربية لتحليل توجهات السكان وتحسين التخطيط العمراني والخدمات الاجتماعية.
الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024
وفيما يخص الإحصاء العام للسكان والسكنى في المغرب لشتنبر 2024، يشكل النسخة السابعة منذ استقلال البلاد. يستهدف هذا الإحصاء جمع بيانات شاملة حول التركيبة السكانية، الحالة الاجتماعية، والظروف الاقتصادية للسكان، وسيتم استغلال هذه البيانات لتوجيه السياسات الاجتماعية والاقتصادية للبلاد خلال العقد القادم.
الجديد في إحصاء 2024 هو توظيف التكنولوجيا بشكل مكثف، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتطبيقات اللوحية، لتسريع عملية جمع وتحليل البيانات. كما تم التخطيط لتدريب حوالي 200,000 شخص لجمع البيانات من حوالي 38,000 منطقة إحصاء في جميع أنحاء المملكة.
الانتقادات الموجهة للإحصاء
رغم الجهود المبذولة في هذه النسخة، إلا أن هناك انتقادات تم توجيهها حول بعض الجوانب التقنية والتنظيمية. من بين المشاكل التي أثيرت كانت هناك انتقادات متعلقة بالتعطل أو السرقة التي تعرضت لها بعض الأجهزة اللوحية المستخدمة في جمع البيانات. ورغم أن المندوبية السامية للتخطيط أكدت أن هذه المشاكل تم حلها بسرعة، إلا أن التساؤلات حول كفاءة استخدام التكنولوجيا في عملية ضخمة مثل هذه لا تزال قائمة.
بالإضافة إلى ذلك، تم طرح تساؤلات حول دقة البيانات التي يتم جمعها في المناطق الريفية، حيث يواجه بعض السكان صعوبة في الوصول إلى الإنترنت أو التعامل مع التكنولوجيا، مما قد يؤثر على جودة البيانات في تلك المناطق.
سهام النقد تطال الحليمي
كمندوب سامي للتخطيط في المغرب، أحمد الحليمي تعرض لانتقادات لاذعة من قبل بعض الأطراف بسبب الطريقة التي تم بها تنفيذ الإحصاء. يرى بعض النقاد أن الإدارة قد تكون بالغت في الاعتماد على التكنولوجيا دون مراعاة الفجوة الرقمية في بعض المناطق. وقد تم اتهامه أيضاً بعدم الشفافية الكافية في بعض الأحيان، خاصة فيما يتعلق بالبيانات التي يتم نشرها وطريقة تحليلها.
بالرغم من هذه الانتقادات، قد يشكل الإحصاء لعام 2024 محطة أساسية للتنمية في المغرب، حيث سيتم استخدام البيانات المستخلصة لتوجيه السياسات الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يعتبر خطوة هامة لضمان مستقبل أفضل للمواطنين.