رحل يعتدون على زاوية سيدي عبد النبي
نادية الصبار – دنا بريس
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها الرحل حدود الرعي والبحث عن الماء والكلإ، إلى محاولة هوجاء للسطو على أراض مملوكة للغير واستغلالها تحت ذريعة الضرورة التي تبيح المحضورة.
فرغم أن حكومة سعد الدين العثماني؛ قد صادقت على مشروع المرسوم رقم 2.18.77 المتعلق بإحداث المجالات الرعوية والمراعي الغابوية وتدبيرها وتهيئتها، والذي ينص على أن رعي القطعان والترحال الرعوي يجب أن يكون في إطار احترام حق ملكية الغير.
إلا أن الواقع يعكس مجموعة من التجاوزات التي تناولتها أقلام من داخل المغرب وخارجه سواء على مستوى الإعلام أو الدراسات والأبحاث، واقع يتكرر في الزمان والمكان، وهذه المرة بزاوية سيدي عبد النبي، بقبيلة المهازيل، التابعة إداريا لإقليم طاطا، والتي تعيش على صفيح ساخن ينذر بصراع دموي وشيك، حسب ما أبلغنا به أحد أبناء المنطقة سالم الزوين، فبعد أن وجدت ساكنة زاوية سيدي عبد النبي نفسها وجها لوجه مع من سولت لهم نفسهم حق الرعي والترحال ووضع اليد والتطاول على ملك الغير والرعي بأرض مخصصة لإنتاج البطيخ. فقد هاجمتهم عناصر من قبيلتي اعريب والنواحي القاطنين بزاكورة ومحاميد الغزلان، و اللتان تبعدان ب 130 و80 كلم على التوالي، والبالغ عددهم حوالي 120 شخصا على متن سيارات رباعية الدفع وحاملين الهراوات والعصي لتثبيت وضع غير قانوني وبدون سند تحت قوة التهديد…
وللإشارة فقبيلة عريب ممن عرفوا بالترحال الكلي، فهم قبيلة لم تعرف الاستقرار بعد، وتعودوا المرور والترحال بقبيلة المهازيل واستعمال مياه الآبار سواء استعمالا شخصيا لسد حاجيات الرحل أو من أجل الماشية والقطعان من النوق والجمال، وكما جرت العادة والأعراف القبلية أن لا يمنع الماء عن طالبه سواء كان مقيما أو عابرا أو راجلا فأوقف راحلته أو رحلته… واعربب لم يمنعهم أهل المهازيل من الماء لولا أن تجاوز الأمر حدود العابر ليتحول إلى مقيم، فقد تطاول رحل اعريب على ارض مملوكة ومزروعة، كما عمدوا إلى تثبيت ألواح وصفائح شمسية على أحد الآبار التي تعود ملكيتها إلى قبيلة المهازيل. وفكرة استغلال الطاقة الشمسية توحي ضمنيا بالنية المبيتة لقبيلة اعربب في ان تجد لها موطن قدم بقبيلة المهازيل المستقرة على أرضها، فالزوايا على مرتاريخ المغرب، عرف أهلها بالاستقرار، وغالبا ما كانت الزوايا قبلة الطلاب وحفظة القرآن، وحتى ترحالهم فهو جزئي وليس كليا و موسوميا فقط، بخلاف اعريب الذين تعتمد حياتهم على الترحال ولاشيء غير الترحال.
وحسب تصريح للسيد سالم الزوين؛ أحد أبناء زاوية سيدي عبد النبي، فإن العناصر المعتدية من قبيلة اعريب لازالت ترابط على مشارف زاوية سيدي عبد النبي، ورغم التدخل الذي قامت به قيادة طاطا فم زكيد وقيادة المحاميد بزاكورة لفض النزاع، فإن السلطات المحلية تقاعست عن إيجاد حل جذري لسطو وغطرسة اعريب كما وصفها سالم الزوين. لتبقى ساكنة المهازيل متأهبة لأي مستجد على أرضها و ستدافع في حال تخلف السلطة عن أرضها ومتاعها.
لذلك يناشد سالم الزوين على لسانه ولسان قبيلته أعلى سلطة بالبلاد لتدخل عاجل وآجل لوضع حد لمثل هذه الانتهاكات، والحيلولة دون تحول الخلاف إلى صراع دموي.