مباراة منتخب الغابون.. فرصة لاستخلاص الدروس والعبر
دنا بريس – المصطفى الوداي
يواصل المنتخب المغربي تقديم نتائج إيجابية منذ بداية عام 2024، حيث لم يتلقَّ سوى هزيمة أمام منتخب جنوب إفريقيا وتعادلًا أمام المنتخب الموريتاني في لقاء ودي. أما باقي المباريات، فقد حسمها المنتخب المغربي لصالحه. وفي آخر مباراتين، تمكن المنتخب المغربي من تسجيل 10 أهداف، 6 منها ضد منتخب الكونغو برازافيل، و4 في مباراة منتخب الغابون التي أقيمت على ملعب أدرار بأكادير مساء الجمعة، 6 شتنبر، وانتهت بفوز المغرب 4-1.
الانتصار العريض لاقى استحسان الجميع، خاصةً أن خط الهجوم للمنتخب تخلص من العقم الذي كان يعاني منه. كما شهدت المباراة تسجيل إبراهيم عبد القادر دياز لأول هدف له مع النخبة الوطنية.
على الرغم من النتيجة الجيدة، فإن الأداء لم يكن مقنعًا تمامًا، وكشفت المباراة عن بعض النقائص في خط الدفاع وخط الوسط، على عكس خط الهجوم الذي أدى دوره بنجاح وأصبح يشكل نقطة قوة للمنتخب، خصوصًا بعد الاعتماد على سفيان رحيمي وأيوب الكعبي في مركز قلب الهجوم.
خط الدفاع، الذي كان نقطة قوة المنتخب في مونديال قطر 2022، تحول إلى نقطة ضعف. فقد لم تكن ثنائية عبقار وأكرد ناجحة، وظهرت عليها علامات البطء، مما أتاح الفرصة لهجمات منتخب الغابون، ولولا التدخلات الناجحة للحارس بونو، لكان أصدقاء أوباميانغ قد عادلوا النتيجة.
تغيير الأظهرة منح نصير المزراوي راحة، حيث كان جيدًا هجومياً، لكن توظيف أشرف حكيمي في الجهة اليسرى أثر بعض الشيء على أدائه المتميز وتحركاته كما اعتاد في الجهة اليمنى.
بالنسبة لخط الوسط، اعتمد وليد الركراكي على لاعب ارتكاز واحد، هو سفيان المرابط، بينما يميل باقي لاعبي خط الوسط إلى الهجوم ولا يجيدون الدور الدفاعي واسترجاع الكرات. وهذا ما تنبه له في الشوط الثاني، حيث قام بأول تغيير في الدقيقة 67، ما أسهم في تحسين مستوى المنتخب على مستوى خط وسط الميدان، لكن خط الدفاع استمر في تواضعه على مستوى الدفاع الأوسط.
كانت مباراة المنتخب الوطني ضد منتخب الغابون الودية، التي جرت في إطار شبه رسمي، مناسبة للركراكي لإعطاء الفرصة لمجموعة من اللاعبين الذين يمكن الاعتماد عليهم في كأس إفريقيا 2025، من أجل التوفر على بدائل قوية وتقوية دكة الاحتياط بلاعبين قادرين على تقديم الإضافة وتعويض الركائز الأساسية. ورغم ذلك، حافظ على ثوابت المنتخب.
يبقى ورش الدفاع هو أبرز المجالات التي تحتاج إلى تحسين، لكي يستعيد قوته وصلابته التي كانت حاسمة في احتلال المنتخب المغربي الرتبة الرابعة في مونديال قطر 2022. اللاعب عبقار لا يمتلك الصفة الدولية الكافية، لذا ينبغي على الركراكي البحث عن مدافعين بمستوى عالٍ، في انتظار استعادة نايف أكرد لياقته البدنية والتنافسية، وإشراك لاعب ارتكاز بجانب أمرابط، مثل تيرغالين، أمير ريتشالسون أو العزوزي.