جلالة المغفور له محمد الخامس والزيارة التاريخية لمصر الكنانة
دنا بريس – كريم محمد الجمال
حَلّ المغفور له جلالة الملك محمد الخامس ضيفاً عزيزاً على مصر العروبة سنة 1960، حيث كان في استقباله في المطار الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ومجموعة من الوزراء والبعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية وقادة الجيش، وكان استقبالاً حافلاً يليق بمقام الضيف الكبير صاحب المواقف الخالدة، واستقل الزعيمان سيارة مكشوفة من المطار إلى قصر القبة، وخرجت الجموع الغفيرة ترحيباً بالضيف العزيز تهتف بالوحدة العربية، وكانت الأعلام المغربية ترفرف عاليا في سماء القاهرة.
زيارة عاهل المغرب وصفها عدد من المؤرخين بالتاريخية، ولازالت الشعوب العربية تتذكرها حتى الآن بسبب حفاوة الاستقبال ، والمحبة الكبيرة من المغفور له لمصر وشعبها. وقام المغفور له في هذه الرحلة بزيارة مجموعة من المزارات المصرية من بينها الأزهر الشريف التي أقام فيه صلاة الجمعة.
ويشار بالمناسبة؛ أن الملك محمد الخامس قد صنع اسماً وتاريخاً غير اعتيادي ليس في شمال أفريقيا فحسب، بل بين حكام المنطقة العربية ككل، لحسن سيرته، وحب الشعب المغربي والعربي له. فمواقفه المشرفة ضد المستعمر تتحدث عن نفسها، وهو محقق التحرير والاستقلال للمغرب، لذلك يلقبونه ب ” أبو الشعب” و ” بطل التحرير”. ورغم أن المستعمر نفاه إلا أن عزيمته الصلبة وحبه لوطنه فاقت كل الصعوبات والمعوقات ، وعارض المستعمر بقوة وشراسة. وكان رحمه الله يعتز بثقافة المغرب وأصالته ويرتدي الزي التقليدي المغربي الجميل.
ومن المظاهر المشرفة التي كتبها التاريخ بحروف من نور، تبادل الزعيمين القلادات، حيث أهدى الملك محمد الخامس للرئيس عبدالناصر قلادة الوسام المحمدي وبدوره أهدى عبدالناصر للملك قلادة النيل وهما أرفع الأوسمة في البلدين.
ومن توفيق الله عز وجل أن تُخلد هذه الزيارة لمصر بزيارة الملك الراحل للأقصر وأسوان، وشارك المغفور له جلالة الملك في وضع حجر أساس السد العالي، المشروع العظيم في مصر والوطن العربي.
وظل التواصل والتعاون بين الزعيمين الراحلين في قضايا الأمة مثل دعم الثورة الجزائرية، ودعم فلسطين.