هو الذي قال “ما أصغر الدولة”.. هكذا نتذكر درويش في ذكراه
دنا بريس – كريم محمد الجمال
جسدت مأساة الشعب الفلسطيني من زمن النكبة وحتى اليوم مصدر إلهام للشعراء والأدباء الفلسطينيين والعرب، اعترى رحلة النضال الفلسطيني موجات من المد والجزر، الفرح والحزن، الثورة والهزيمة. وخرج عدد كبير من المبدعين يمثلون هذه الملاحم مثل غسان كنفاني، ناجي العلي ومحمود درويش شاعر فلسطين.
تحل اليوم ذكرى وفاة شاعر بحجم أمة مثل محمود درويش الذي كانت حياته مثالاً لشعره، يشبه وطنه فلسطين التي عاش ومات لها، أحمد العربي كما كان يكتب في شعره وسمى نفسه بهذا الاسم كناية عن كل أبناء فلسطين.
من قصيدته الرائعة مديح الظل العالي:
فاذهب إليكَ ’ فأنَتَ أوسعُ من بلاد الناسِ ’ أوسعُ من فضاء
المقصلَهْ
مستسلماً لصواب قلبكَ
تخلع المدنَ الكبيرةَ والسماءَ المُسْدَلَهْ
وتمدُّ أرضاً تحت راحتك الصغيرة
خيمةً
أو فكرةً
أو سنبلَهْ
كَمْ من نبيٍّ فيك جَرَّبَ
كَمْ تعذَّب كي يُرَتَّبَ هيكَلَهْ
عبثاً تحاول يا أبي مُلْكَاً ومَمْلَكَةً
فَسِرْ للجُلْجُلَهْ
واصْعَدْ معي
لِنُعيْدَ للروح المُشَرَّد أوَّلَهْ
ماذا تُريد، وأنت سَيِّدُ روحنا
يا سَيِّدَ الكينونة المتحوِّلَهْ؟
يا سَيِّدَ الجمرهْ
يا سَيِّدَ الشُّعْلَهْ
ما أوسع الثورة
ما أضيقَ الرحلة
ما أكبَرَ الفكرة
ما أصغَر الدولة!…..
يشار أن محمود درويش هو شاعر فلسطيني معاصر، بل من أبرز شعراء العالم العربي على الإطلاق. وُلد في 13 مارس 1941 في قرية البروة، وهجرت عائلته منها خلال النكبة الفلسطينية عام 1948 مثل آلاف العائلات الفلسطينية.
عرف محمود بمواقفه السياسية التي عبّر عنها في شعره، فقد عمل الراحل على تجسيد معاناة الشعب الفلسطيني في جل أشعاره، حيث كانت أعماله تعبر عن الهوية، الوطن، والشتات.
من أهم أعماله الادبية العديد من المجموعات الشعرية التي تُرجمت إلى عدة لغات ومن أشهرها “أوراق الزيتون”، “قصائد حب”، و”أثر الفراشة”. كتب أيضًا مقالات أدبية وأعمال نثرية.
كما حصل على العديد من الجوائز الأدبية، منها جائزة لوتس من اتحاد الكتاب الأفروآسيويين، وجائزة النيل للآداب لتوافيه المنية في هكذا يوم ذات غشت من سنة 2008، تارك إرثا أدبيا غنيا وغزيرا يُعتبر مصدر إلهام للكثيرين.