أول ميدالية لرياضة جماعية في الألعاب الأولمبية
دنا بريس – المصطفى الوداي
حقق المنتخب الأولمبي المغربي إنجازًا تاريخيًا بإحرازه أول ميدالية أولمبية في الرياضات الجماعية، حيث نال الميدالية البرونزية في هذه الدورة، وهي الأولى من نوعها في الرياضات الجماعية على مستوى العرب، مما يجعل هذا الإنجاز مصدر فخر كبير للرياضة العربية عامة والمغربية خاصة.
جاءت الميدالية البرونزية بعد أداء رائع للمنتخب المغربي، حيث احتل الصف الثالث بعد تحقيقه انتصاراً ساحقاً على المنتخب المصري في مباراة تحديد المركز الثالث، والتي انتهت بفوز المنتخب المغربي بسداسية نظيفة، وهي أكبر نتيجة يحققها منتخب مغربي ضد منتخب مصري في جميع الفئات الرياضية.
أقيمت المباراة عشية يوم الخميس 08 غشت 2024 بملعب لابوجوار بنونت، حيث قدم المنتخب الأولمبي المغربي عرضاً كروياً رائعاً، ونجح في امتصاص اندفاع المنتخب المصري خلال الربع ساعة الأولى من المباراة. بعد ذلك، تمكن الفريق المغربي من فرض سيطرته على المباراة بعد أن سجل عبد الصمد الزلزولي هدف التقدم في الدقيقة 23. هذا الهدف كان بمثابة نقطة تحول، حيث استمر المنتخب المغربي في تقديم أداء هجومي قوي، مما أضعف من معنويات الفريق المصري.
أظهرت المباراة أن المنتخب المغربي كان يستحق أكثر من ميدالية برونزية، نظراً للعرض الممتاز الذي قدمه خلال الدورة. فقد.تميز الأداء المغربي بقدرته على توظيف اللاعبين بشكل مثالي، ومنحهم الحرية لإبراز مهاراتهم التقنية العالية. كما تفادى الفريق الاعتماد على خطط دفاعية غير مناسبة لطبيعة لاعبيه المهاريين، وفضل التركيز على الهجوم، وهو ما كان له أثر كبير في الأداء القوي خلال المباريات.
وهكذا يكون المنتخب الأولمبي المغربي قد قدم عرضاً كروياً مميزاً يضاهي أداء منتخب الكبار في مونديال قطر، الذي وصل إلى نصف النهائي، إلا أن الفرق بين المنتخبين كان واضحاً في الأداء. فبينما قدم المنتخب الأولمبي عرضاً جميلاً وممتعاً، وقدّم أداءً يليق بمستوى البطولة، كان أداء المنتخب الأول في مونديال قطر أقل من المتوقع.
الأمر الذي جعل المتعطشين للكرة المستديرة يوُجهون انتقادات لاذعة إلى المدرب طارق السكتيوي وعلى قساوتها كانت من باب الغيرة على المنتخب، لتحفيزه على تحسين وتجويد أدائه… الذي مع ذلك كان بوسعه ان يوصل المنتخب إلى الصف الأول وإحراز الميدالية الذهبية لو توافرت فيه هذه العناصر التي سبق ذكرها. بالإضافة إلى مسألة من الأهمية بمكان وهي أن يتجنب اللاعبون اللعب ضد طبيعتهم والاعتماد على الدفاع بدلاً من استثمار قوتهم الهجومية، كما فعلوا في اللقاءات ضد إسبانيا.
فما قدمه منتخب أقل من 23 عاماً خلال البطولة، باستثناء الأخطاء التي ارتكبت في مباريات كرواتيا وإسبانيا، يوحي بأن هذا المنتخب يمثل العمود الفقري للمنتخب المغربي في المستقبل، سواء في كأس أمم إفريقيا 2025 أو في نهائيات كأس العالم 2026. الفريق يتميز بتنوع أسلوب لعبه واهتمامه بالكرة الهجومية، ويضم العديد من المواهب التي يجب توظيفها بشكل مناسب.
إجمالاً، يبرز هذا الإنجاز كمؤشر على القوة والإمكانات الكبيرة التي يمتلكها المنتخب المغربي، مقومات من شأنها أن تجعله يتربع على عرش الكرة الإفريقية في المستقبل القريب.
فهنيئاً للمنتخب الأولمبي بهذا التتويج التاريخي الذي سيظل ذكرى خالدة في تاريخ الرياضة المغربية.