محمد باسم الجاجة – سوريا
تُعد سوريا مهدًا للحضارات القديمة والثقافات المتنوعة إن لم تكن أولى الحضارات الإنسانية منذ العصر البرونزي وموطن أقدم الحضارات في الشرق. فمنذ الحقب والعصور البالية وسوريا تشهد تواجدا حضاريا مزدهرًا وتطورا في المجالات العلمية والفنية والثقافية.
يمتد تاريخ سوريا لآلاف السنين، وقد تأثرت المنطقة بالعديد من الحضارات القديمة مثل الفينيقيين والرومان والآراميين والكنعانيين والتي خلفت أثرًا عميقًا في الثقافة والفن والعمارة والعلوم والأدب في سوريا.
وتُعتبر مدينة دمشق، عاصمة سوريا، من أقدم المدن الآهلة بالسكان في العالم، حيث يعود تاريخها إلى حوالي 10,000 عام. وقد كانت دمشق مركزًا تجاريًا وثقافيًا هامًا في فترة الخلافة الأموية، حيث ازدهرت العلوم والفنون تحت حكمها.
هذا وتشتهر سوريا بالعديد من المواقع الأثرية التي تجذب السياح والباحثين من جميع أنحاء المعمور، واحدة من أبرز هذه المواقع هي مدينة تدمر القديمة التي تعود إلى العصور الرومانية وهي مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو وتعتبر مدينة أثرية مذهلة تحتوي على معابد ومسارح وأروقة قديمة.
كما تُعد مدينة حلب القديمة، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو أيضًا، بموقعها الاستراتيجي وتاريخها الغني كمركز تجاري وثقافي. والتي تحتوي على قلعة حلب الشهيرة، التي تُعد واحدة من أكبر القلاع في العالم.
يشار كذلك إلى القلعة الحصن في حمص، التي شُيدت في القرن الـ11، والتي تُعتبر نموذجًا رائعًا للهندسة العسكرية في العصور الوسطى. كما تُظهر تصميماتها الدفاعية المعقدة براعة المهندسين في تلك الفترة.
بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر سوريا موطنًا للعديد من الفنون والحرف التقليدية المتنوعة. حيث يشكل النحت والخزف والنسيج والمعمار التقليدي جزءًا هامًا من التراث الثقافي للبلاد. ومن بين الحرف التقليدية البارزة، يشتهر النسيج الدمشقي بالأقمشة المزخرفة والمتقنة.
هذا ويمتاز تاريخ سوريا العريق وثقافتها المتنوعة في المجمل بمكانة مميزة على مستوى المنطقة والعالم، وتُعد واحدة من المواقع الرئيسية للاكتشاف والتعرف على الحضارات القديمة.