الرائدة في صحافة الموبايل

امتحانات الباكالوريا.. هل يكفي أن نحارب الغش من داخل الأقسام فقط؟!

بعد انتهاء المرحلة الأولى من امتحانات الباكالوريا، بما لها وما عليها، يكفي أن تقوم بجولة صغيرة من أمام الثانويات التأهيلية، أو المكتبات القريبة منها لتصادف أوراقا من مختلف الأشكال والأحجام منتشرة على طول الأزقة والساحات المحيطة بهذه المؤسسات. أوراق على شكل طلاسم وحروز أُعدت سلفا بعناية فائقة، وعن سابق إصرار وتعمد لغرض واحد ووحيد، وهو غير خاف على أحد، غير خاف على الإدارة، على الطاقم التربوي، على جمعية آباء وأولياء التلاميذ، على السلطات… ونقصد الغش ولاشيء غير الغش…!!
تفيد بعض التصريحات التي تحصَلنا عليها أثناء الإشتغال على هذا الموضوع، أن الظاهرة منتشرة بكثرة في صفوف المتعلمين والمتعلمات ومنهم من يعتبرها حقا، بل يُلاحظ أن بعض أولياء الأمور أنفسهم يشجعون الأبناء على اعتماد مثل هكذا أساليب من أجل الحصول على الشواهد وخاصة شهادة البكالوريا، للأسف تم تسجيل حالات مؤكدة لأمهات وأباء متورطين بشكل مباشر، أو غير مباشر في الالتجاء لأماكن مشبوهة، معروفة للقاصي والداني من أجل اقتناء، تصوير، تصغير، تكبير هذه العدة والعتاد غير المشروعة التي تستعمل في عملية الغش، والتي هي بحكم القانون طرق مخالفة لكل التشريعات وقد تُعرَِض صاحبها أو من يقف خلفها، أو من يقدم المساعدة في ترويجها وانتشارها للمساءلة القانونية، بل لعقوبات زجرية قد تصل أحيانا إلى السجن او لغرامات ثقيلة أو كلتاهما.
ظاهرة الغش في الامتحانات، ظاهرة قديمة قِدم هذه الإمتحانات بمختلف مستوياتها، وتتمظهر في صور وأشكال أحيانا لا تخطر على بال، مثل ما يجري في عصرنا الذي يعرف طفرة نوعية من حيث انتشار التكنولوجيا وأحدث التقنيات.. لذلك على الجهات المسؤولة التعامل معها بالحزم المطلوب وأن لا تكتفي فقط بمحاربتها من داخل الأقسام أثناء إجراء هذه الامتحانات، ينبغي ان تمتد هذه الصرامة لتطال كل من تُسول له نفسه نشر مثل هذه الأفعال الشنيعة في مؤسساتنا التعليمية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد