الحرب على غزة.. أمريكا تخسر دعم العالم العربي والصين تعزز مكانتها
دنا بريس
في أعقاب الحرب الأخيرة في غزة، شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم العربي تغييرات جذرية. تشير استطلاعات أجريت من قبل “الباروميتر العربي” إلى انقلاب في الرأي العام العربي ضد الولايات المتحدة، وهو تحول يمكن أن يعكس التوترات المتزايدة بين الحكومات العربية وسياسات واشنطن. وتعزز هذه التطورات من موقف الصين في المنطقة، حيث أظهرت الاستطلاعات أن آراء العرب تجاه الصين تحسنت بشكل ملحوظ، مما يشير إلى نجاح الدبلوماسية الصينية في الشرق الأوسط.
هذا وجاء في تقرير بحثي نشرته “فورين أفيرز” تحذيرا على أن هذا الانقلاب في الرأي العام العربي قد يؤثر على استراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة، وقد يعزز من الجهود الصينية لتعزيز تواجدها الاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط. وأضاف أن التحولات السريعة في الدعم الشعبي للولايات المتحدة يمكن أن تؤدي إلى تعقيدات إضافية في السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة في ظل تصاعد التوترات في المنطقة وزيادة التأثير الصيني.
بينما كانت الولايات المتحدة تعمل على استعادة الثقة والتأثير في العالم العربي بمساعيها لحل النزاعات ومساعدة في تحقيق الاستقرار، يشير التقرير إلى أن هذه الجهود قد تواجه تحديات كبيرة في ظل الرفض المتزايد لسياساتها في الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يستمر التوتر بين الولايات المتحدة وبعض الدول العربية في الفترة القادمة، مع تفاقم الأزمات وتعقيد العلاقات الدولية في المنطقة.
على الرغم من أن الولايات المتحدة تظل على الورق من أكبر داعمي حقوق إسرائيل، إلا أن الاستطلاعات أظهرت تفوق الصين في تحسين سمعتها ومكانتها بين العرب، مما قد يعكس تحديات جديدة لسياسة واشنطن في التعامل مع المشاكل الإقليمية والدولية بفاعلية.
وفي ظل هذا السياق، تسلط التحليلات الضوء على تأثيرات الحرب في غزة على العلاقات الأمريكية-العربية والتحديات التي تنتظر السياسة الخارجية الأمريكية في الفترة المقبلة. يعزو الباحثون في “فورين أفيرز” تحولات الرأي العام العربي إلى الأحداث في غزة، حيث اتجهت الآراء نحو رفض شديد لسياسات الولايات المتحدة، مما يعكس تحديات متزايدة أمام الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة.
من جانبها، تعكف الولايات المتحدة على تقوية دورها وتأثيرها في الشرق الأوسط، ولكن التحولات السريعة في الرأي العام العربي تجاهها قد تعيق هذه الجهود. ويرى الخبراء أنه من الضروري على الولايات المتحدة تكييف سياستها وتحسين تواصلها مع الشعوب العربية لاستعادة الثقة والتأثير المفقودين.
وفي الوقت نفسه، تستفيد الصين من هذا التحول، حيث أظهرت الاستطلاعات تحسنًا كبيرًا في صورتها في العالم العربي. وتقدم الصين نفسها كبديل محتمل للتعامل مع الدول العربية، سواء اقتصاديًا أو سياسيًا، مما يعزز من تحديات جديدة تواجه الولايات المتحدة في المنطقة.
ومع استمرار التوترات والتحديات في الشرق الأوسط، ينبغي على السياسة الخارجية الأمريكية أن تتكيف مع التحولات الجديدة في الرأي العام العربي وأن تبحث عن استراتيجيات جديدة لإدارة الأزمات واستعادة الثقة المفقودة، إذ تظل هذه المنطقة محورًا رئيسيًا للسياسة الخارجية العالمية.
المصدر : البروميتر العربي عن نسخة مترجمة صادرة باللغة الانجليزية في مجلة “فورين أفيرز”.