نادية الصبار – متابعة
صدق المثل العربي: “مصائب قوم عند قوم فوائد”.. ففي ظل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قد تنتعش جهات أخرى، وكذلك! فإن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسب ما تناقلته منابر إعلامية، انتظارات من الصراع بالشرق الأوسط وتحديدا الحرب على قطاع غزة.
ففي ظل الصراع، يظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكأنه يعكف على تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية في المنطقة. ويبدو أن هذا الصراع له عدة فوائد تخدم مصالح دولته على المستوى الدولي والإقليمي.
تحويل الاهتمام عن أوكرانيا:
بعد مضي نحو 600 يوم من النزاع في أوكرانيا الذي يبدو أنه سيطول، يرغب بوتين في تحويل انتباه العالم بعيدًا عن أوكرانيا. والصراع الجديد في الشرق الأوسط يوفر له فرصة لجذب انتباه المجتمع الدولي وتخصيص موارده لمشاكل المنطقة بدلاً من أوكرانيا.
تجنب الفوضى:
يُعتبر الشرق الأوسط منطقة ذات أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا، ولهذا يمكن أن يُشكّل هذا الصراع فرصة لروسيا للعب دور أكبر في توجيه الأحداث ومنع تفاقم الفوضى في المنطقة. وعلى الرغم من عدم وجود دلائل ملموسة تثبت أي دعم روسي مباشر لحماس، إلا أن روسيا تستفيد من هذا الصراع.
تحسين وضع إيران:
بوتين يعمل على تعزيز التقارب بين روسيا وإيران، حيث تُعتبر الجمهورية الإسلامية داعمًا رئيسيًا لحركة حماس. هذا التعاون يساعد روسيا على تعزيز نفوذها في المنطقة وتحقيق مصالحها.
ترتيب أوضاع إسرائيل:
روسيا تهتم بالعلاقات مع إسرائيل وتعتبرها شريكًا مهمًا في المنطقة. لذا، بالرغم من الصراع، تحرص روسيا على ترتيب الأوضاع مع إسرائيل والمحافظة على العلاقات الشخصية الجيدة بين بوتين ونتنياهو.
إضعاف الغرب:
هدف رئيسي للدبلوماسية الروسية هو إضعاف النظام العالمي الغربي. وهذا يتوافق مع مصالح حلفائها الصين وإيران وكوريا الشمالية. روسيا تلوم واشنطن في الأزمة الحالية بالشرق الأوسط، مما يُعزز موقفها على الساحة الدولية.
يمكن القول إن بوتين يسعى لاستغلال الصراع الحالي في الشرق الأوسط كوسيلة لتحقيق هذه الأهداف الخمسة، والتأثير على الخطوط الجيوسياسية في المنطقة وخارجها.
نقلا عن الجزيرة نت بتصرف