بالتفاصيل.. أزمة العلاقات المغربية الفرنسية
أحمد شاكر- دنا بريس
بين شد وجذب وأزمة العلاقات بين المغرب وفرنسا، وإذ تفيد مؤشرات مختلفة منذ أمد طويل إلى اضرابات كثيرة بين البلدين، فبينهما علاقات ساسية ودبلوماسية لا يمكن لأحد أن يتجاوزها بجرة قلم.
فرغم التاريخ الاستعماري الأسود لفرنسا على المغرب، قامت السلطات الفرنسية فى عهد الرئيس “فرانسوا هولا ند” بتصحيح الوضع وكان عهده؛ بداية جديدة فى العلاقات الفرنسية المغربية، فالعلاقات بين الدول فى العالم لا تحكمها إلا المصالح الاقتصادية والسياسية وليس المشترك التاريخي والثقافي.
الأزمة الحالية
تمر العلاقات المغربية الفرنسية الآن بعدة عقبات ولعل أبرزها الأن رفض القنصليات الفرنسية أغلبية التأشيرات المقدمة من مواطنين مغاربة، والتى كانت فرنسا وجهتهم المعتادة.
ومع حدوث الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة مراكش الأسبوع الماضي، امتعنت المملكة المغربية عن قبول مساعدات إنسانية عرضتها فرنسا، وقبلت الدعم من بعض الدول الآخرى كـ”إسبانيا وبريطانيا والإمارات وقطر”.
مما آثار الجدل والتساؤلات حول هذا القرار، ونشر الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” مقطع فيديو قصير على منصة إكس “تويتر سابقًا”: “الأمر متروك لجلالة الملك ولحكومة المغرب، وفقا لقرارهم السيادي، لتنظيم المساعدة الدولية، وبالتالي نحن تحت تصرف قرارهم السيادي”.
وأضاف ماكرون” أن هذا ما فعلناه بطريقة طبيعية تمامًا منذ اللحظة الأولى، وبالتالي أود من كل السجالات التي تفرق وتعقد الأمور في هذا الوقت المأسوي للغاية أن نصمت، احترامًا للجميع، فنحن إلى جانبكم اليوم وغدًا “.
فى المقابل كانت فرنسا طرف وسط فى قضية الصحراء المغربية وكانت داعمة بشكل رئيسي للمغرب فى المحافل الدولية، وقامت بالتصويت هي و12 عضوا بمجلس الأمن لصالح قرار يخدم الموقف المغربي نبيسًا.
لكن الممكلة المغربية قامت بسحب سفيرها من باريس بعد أن حاول ماكرون التقرب من الجزائر التى قطعت دبلوماسيتها مع الرباط فى عام 2021 إثر اتهامها المملكة بـ”أعمال عدائية”، فأثرت العلاقة بين باريس والرباط حتى بعد القيود التى فرضتها باريس على التأشيرات للمغاربة.
تصريحات سياسية
صرح المؤرخ الفرنسي “بيير فيرميرين” أن المغرب تخلت عن باريس؛ تمثل علامة واضحة عن البرود السياسي بين البلدين، رغم أنها رفضت بشكل مباشر المساعدات التى قدمتها فرنسا، فهي تتفادى حدوث أي فوضى داخل المملكة أو صعوبة فى التنسيق بينهم”.
وهذا ما أكدته “كارولين هولت” عضو الاتحاد الدولي للصليب الأحمر، أن أحد أسوأ الأشياء التى يمكن أن تحدث فى وضع فوضوي كهذا، هو إحداث مزيد من عدم اليقين والفوضى المحتملة، فصحافة فرنسا وسلطاتها اعتبروا الرفض إزدراء لدولة تعتبر نفسها أحق بالتدخل في بلد تعتبره حديقتها الخلفية.
ردود الفعل كانت عديدة من دول العالم من رفض المملكة المغربية المساعدات من بعض الدول وليست فرنسا فقط، فأشارت ألمانيا إلى أن المغرب لا ترفض المساعدة بدافع سياسي، ولكن الأمور قد تكون غريبة الأطوار فى وضع كهذا.
كما أردف “أنطونيو تاياني” وزير الخارجية الإيطالي، لإذاعة “آر. تي. إل”: “بأن الرباط اختارت تلقي المساعدات من الدول التى قد تكون قريبة منها وتربطها علاقات وثيقة فقط”.
فالمسارات والأبعاد التاريخية بين بلدان العالم بدايتها معروفة ونهايتها لم تكن فى الحسبان، وهو ما يحتم علينا صعوبة التنبؤ بالمآلات التي ستكون عليها هذه العلاقة فى المستقبل سواء بالسلب أو الإيجاب.