الرائدة في صحافة الموبايل

جلالة الملك يدعو علماء الدين للالتزام بضوابط الفتوى الشرعية وإبراز الوسطية والاعتدال

أحمد شاكر – متابعة

قام جلالة الملك محمد السادس، اليوم السبت، بتوجيه رسالة لعلماء الدين، فى الندوة المنظمة من طرف مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بين 08 و10 يوليوز بمراكش، حول ضوابط الفتوى الشرعية فى السياق الإفريقي.

نوه جلالة الملك محمد السادس، بأن العلماء لابد أن يقوموا بواجبهم مع الناس بالتأثير الإيجابي عليهم، ويبينوا لهم محاسن الوسطية والاعتدال، وعليهم بنفي الطابع السلبي للأصناف المتطرفة التى تدعو إلى أشياء تلوث عقول الأبرياء.

حيث أن علماء الدين يتحملون مسؤولية كبيرة على عاتقهم، وزادت أهميتها وخطورتها فى هذا العصر، لما تمر به البلاد من حداثة وتأثرًا بالثقافات الآخرى، فبعض الناس تنظر إلى علماء الدين على أنهم مرجعًا لهم، ويمشون على خطاهم فالأمر يتعلق بأمانة جسيمة أمام الله، وفى حسن تأويل كل عالم دين أمام الناس.

وأضاف الملك في هذه الرسالة التي تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، أن المغرب، وانطلاقا من هذا الواقع، ومن ضرورة حماية دين الله، قام بالواجب في مأسسة الفتوى، بأن جعلناها جماعية من ضمن اختصاصات المجلس العلمي الأعلى، الذي يستفتيه الناس في أمور الشأن العام ذات الصلة بالدين.

وأضاف الملك في هذه الرسالة التي تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، أن مؤسسة الفتنوى التى تعد من ضمن اختصاصات المجلس العلمي الأعلى، من أهم مقتضايتها حماية دين الله، لأن المواطنين يستفتون أمور دينهم وأمور الشأن العام ذات الصلة بالدين من هذا المؤسسة القومية، فعلماء الدين يقومون بإرشاد الناس للأحكام الدينية التى لا دخل لها فى الحياة العامة، فلابد بالأخذ بهذا الشرط فى كل بلد من البلدان الإفريقية، بجعل الفتوى فى الشأن العام لمؤسسة جماعية من العلماء العدول الوسطيين، الذين يلتزمون بثوابت بلدهم ومذهبهم الشرعي.

وفي هذا السياق، أكد الملك محمد السادسن على ضرورة أهمية التعاون والتشاور الدوري بين العلماء على الصعيد الإفريقي، لمتابعة التطورات والمستجدات في باب الطلب والاستجابة والرد على اي فتوى، وحرص المفتين للحفاظ على العادات والثقافات المحلية فى دائرة المقبول الشرعي، إذا لم يكن فيها ما يناقض القطعيات.

وأضاف أمير المؤمنين أن على المفتيين بالصعيد الإفريقي، تطوير المدارك والأنظمة للفتوى وتبادل النظريات بينهم، ونشر ما وصلوا إليه من نتائج اكيدة تفيد الناس على مختلف “الهواتف الإلكترونية المتاحة” تعميمًا للنفع وتعزيزًا للتأهيل.

وبعد أشادة الملك بانعقاد هذه الندوة، بدعوة من مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، سجل أن هذه المؤسسة تأسست قبل ثماني سنوات، وهي تحقق الأهداف المرجوة التى منها توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين من المغرب وباقي البلاد الإفريقية الإسلامية، والقيام بمبادرات لتفعيل قيم الأسلام السمحة والوسطية والاعتدال وتنميته وترسيخها، بقارة إفريقيا.

فإنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، هي للحفاظ التراث الغني الراسخ للسلف الصالح عبر القرون، وهي من الروابط المتينة والمتعددة الأبعاد بين المملكة المغربية وبلدان إفريقيا جنوبي الصحراء، فى المذاهب السنية المعتدلة، التى قامت على السلوك والطرق الصوفية من جهة، والعلوم الشرعية التى تطرقت عبر المشايخ من بلدان أخرى.

كما دعا الملك محمد السادس، خلال الندوة إلى استغلال حسنات التواصل لضمان الاستمرار فى التداول، لكي تستفيد كل جماعة من العلماء فى بلدان إفريقيا بهذا الصدد، من جموع علماء الدين بإفريقيا الملتزمين، مع احتفاظ كل عالم بحقوق بلده فى مراعاة خصوصيته.

واختتم أمير المؤمنين حديثه، بأن من ضوابط الفتوى يتوقف على إشراك النساء العالمات فى كل جوانب المبادرة، وذلك لأن النسائء فى ديننا شقائق الرجال فى الاحكام، حيث أن النساء تقوم بهدف بالغ فى الإرشاد عبر الإعلام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد