خسارة السوبر الإفريقي ورحيل الركراكي.. هل كانت الرجة التي زعزعت كيان الوداد؟!
جمال طبوشي
صحافي رياضي
بصم نادي الوداد الرياضي رفقة اطاره الوطني وليد الركراكي الموسم الفارط على مشوار اكثر من رائع بعد حصده للقب البطولة الوطنية لسنة 2022 وكذلك تتويجه التاريخي بأغلى الكؤوس الافريقية عندما تحصل على لقب عصبة الابطال الافريقية بعد فوزه المستحق في النهائي على نادي القرن الاهلي المصري بهدفين نظيفين.
وعلى عكس التوقعات لم تكن نهاية الموسم الفارط سعيدة لدى عشاق النادي الاكثر تتويجا بالمغرب، حيث تكبد الوداد خسارة كانت غير منتظرة في نهائي كأس السوبر الافريقي امام نهضة بركان بهدفين مقابل لاشيء، في مواجهة مغربية خالصة كانت كل التكهنات تشير الى مضي الوداد في طريق تحقيق الثلاثية المنتظرة ،وكانت كفة الفريق الاحمر على الورق لصالحه بحكم تحقيقه للقب البطولة المغربية ولقب عصبة الابطال ،الا ان ميدان مركب الامير مولاي عبد الله بالرباط شهد فوز نادي نهضة بركان بالمواجهة وسط احباط تام لجماهير الوداد التي حلمت منذ بداية الموسم بتحقيق فريقها لثلاثية تاريخية .
خسارة الوداد لنهائي السوبر اعطى مؤشرا واضحا على مستوى اداء الفريق وطرح ذلك علامات استفهام كثيرة، خاصة على مردود بعض العناصر التي تراجع مستواها الفني والبدني وبدت غير قادرة على العطاء أكثر ، وكان لخبر مغادرة الركراكي للفريق في نهاية الموسم الرياضي وقعا مؤثرا على نفسية اللاعبين واحدث ذلك رجة زعزعة كيان النادي، الشيء الذي خلق نوعا من الارتباك داخل “العائلة” الودادية.
بعد تأكيد مغادرة الركراكي للوداد لتدريب المنتخب الوطني، بدأت رحلة البحث عن مدرب كبير يليق بحجم النادي البيضاوي ،فتم تعيين الحسين عموتة، الاطار السابق، ورغم ان الاخير كان مشرفا على تدريب المنتخب الوطني المحلي وهي مسألة اسالت مدادا كثيرا لدى الاوساط الرياضية انذاك، تم التعاقد معه لمواصلة التألق وربط الماضي بالحاضر ، وأملا في احياء ملحمة 2017 لما فاز عموتة مع الوداد بدرع البطولة وحقق معه دوري الأبطال.
ومع مجيء عموتة للوداد بداية هذا الموسم ، لم يعطي ما كان متوقعا منه حسب المناصرين، رغم ان نتائج الفريق لم تكن سيئة في كل الاحوال، لكن خططه وطريقة لعبه لاقت انتقادات لاذعة من عشاق النادي الذين استشعروا تراجع مستوى الفريق ، كما ان الانتدابات التي قامت بها ادارة الفريق لم تكن في مستوى التطلعات لا سيما والفريق يلعب على اكثر من واجهة ،لتأتي فترة التوقف الدولي لافساح المجال لمنافسات كأس العالم والتي كانت فرصة للفرق الوطنية لتصحيح مايمكن اصلاحه ،لكن وبشكل مفاجئ سيعلن رئيس النادي سعيد الناصري على فسخ التعاقد مع المدرب عموتة بسبب تخلف الاخير عن مواصلة تداريب الفريق وسفره الى قطر واضعا النادي الاحمر في ورطة البحث عن المدرب البديل.
وبالعودة الى نتائج الوداد في بطولة هذا العام،فإلى حدود الدورة العاشرة ،فاز الفريق في خمس مواجهات وتعادل في اربعة فيما خسر المبارتين الاخيرتين ويحتل الصف الثالث حاليا في ترتيب الدوري الاحترافي المغربي.
والواضح ان اندحار الوداد في المباريات الاخيرة كان متوقعا نظرا للارتباك الحاصل داخل النادي على مستوى الاطار الفني حيث تم تعيين حسن بنعبيشة لشغل العارضة الفنية للفريق وبعد وهلة وجيزة سيتم الاستغناء عنه بعد الهزيمة بالرباط امام الجيش الملكي بثلاثية نظيفة، وفي اقل من اسبوع سيتم التعاقد مع المدرب التونسي المهدي النفطي الذي فشل في تحقيق الفوز في اولى مبارياته مع الوداد ومني بهزيمة قاسية بميدانه في ختام مباريات الجولة العاشرة امام شباب المحمدية بحصة هدفين مقابل هدف، الامر الذي سيدخل الفريق في دوامة الشك والفراغ مستقبلا .
فمهما كانت الظروف الحالية يبقى الوداد الرياضي البيضاوي نادي كبير وعريق، القابه وسجلاته التاريخية تملأ الرفوف، نادي انجب العديد من اللاعبين الكبار، قاد ولا يزال يقود قاطرة كرة القدم المغربية إلى جانب أندية الجيش والرجاء بجمهور كبير متعطش للألقاب ولايرضى بغيرها، واليوم عشاق النادي ومناصريه يقرعون ناقوس الخطر وحتمية العودة إلى نفس التوهج والذي أصبح مطلبا لا رجعة فيه؛ لأن مقام الوداد هو في الريادة مع الأقوياء.