آيث بويحيي والإعلامين الإسباني والفرنسي خلال فترة الاستعمار
الدكتور محمد حماس
- حظيت قبيلة آيث بويحيي باهتمام إعلامي كبير خصتها به الصحافة الإسبانية والفرنسية من وصف للمجال الترابي ومقاومة وضربات عسكرية وردود فعل ومحاولات اختراق والاهتمام الكبير بجبل العروي وتعاون آيث بويحيي مع بقية القبائل وخدتهم مع لمطالسة ودورهم في المقاومة الريفية.
◄ بعض نماذج الإعلام الإسباني
وضع الإسبان نصب أعينهم احتلال مركز العروي، وقد وصفت الصحف الإسبانية [العمليات الأخيرة ب “كرت” واحتلال جبل العروي]، بالأداء الممتاز للقوات الإسبانية يوم 18 يناير 1912 التي احتلت منطقة جديدة ومهمة لأنها تتحكم في سوق “الجمعة، وبعد احتلال “جبل العروي”، تم إحراق الخيام و تشتيت المتمردين من طرف “د. فرناندو”، ثم العودة إلى “سان خوان”، لقد كانوا يدركون مدى الأهمية التي يكتسيها مركز العروي الذي يعتبر أحد معاقل آيث بويحيي الذين كانوا مصدر قلق لهم وللفرنسيين.
اهتمت إسبانيا بإنشاء خط السكة الحديدية بهدف فك العزلة عن جبل العروي من خلال تمديد الخط الخاص بالناظور- سلوان، وحري بالذكر أن خط السكة الحديدية الذي توقفت أشغاله بأسوار قلعة السلطان القديمة، انطلقت ثانية لتصل إلى جبل “العروي”، وحضر عملية حفل انطلاقة القطار مسؤولون من مركز مليلة، من هنا جاء الاهتمام الكبير بمركز العروي من خلال رصد رأس مال مهم للعمل العلمي واليد العاملة لتطوير الزراعة في تلك المنطقة، فمذ شهر ماي إلى الآن أصبح جبل العروي قرية حقيقية بشوارع منظمة ومحلات تجارية متنوعة ـ لهذا يمكن القول أن ل “العروي” مستقبلا مهما في القريب العاجل، فطموح إسبانيا هو اختراق مجال كرط وربط المركز التجاري مليلة بداخل المغرب من أجل منافسة الأسواق التجارية الفرنسية.
◄ سارت إسبانيا قدما نحو إقامة مشاريع اقتصادية وإنزال شركات بتراب كرط
عمل الإسبان على استغلال واستثمار الثروات المعدنية وكل خيرات المنطقة، وكانت مليلة مركز هذا الاستثمار بحيث أنه في سنة 1909 تم شحن 200 ألف طن من الحديد بالإضافة إلى الزنك والرصاص نحو إسبانيا، لهذا تم إنشاء مراكز بالناظور وسلوان لذات الغرض بتنسيق مع مركز مليلة عبر خط السكة الحديدية، الشيء الذي جعل من مليلة مركزا تجاريا مهما أضحى له إشعاع على المنطقة كلها خاصة على مستوى استقطاب اليد العاملة من خلال خلق فرص كبيرة للشغل بمنطقة الريف الشرقي، فسارت إسبانيا قدما نحو إقامة مشاريع اقتصادية وإنزال شركات بتراب كرط منها LA COMPAGNIA ESPANOL DE COLONIZACION، (الشركة الإسبانية للاستعمار) التي تأسست سنة 1915 وتستثمر في مجالات شتى منها البناء والفلاحة وغيرهما، فاستحوذت على مساحات شاسعة من الأراضي قدرها 480 كلم، منها 10 آلاف هكتار بكرط تم استصلاحها كأرض فلاحية استقطبت يدا عاملة محلية وأخرى إسبانية، وتم لهذا الغرض استغلال مياه واد ملوية، فشكل موقع “راس الما” نقطة قوة تجارية بالنسبة للإسبان من الناحية الغربية لمصب ملوية، أي على الواجهة الجزائرية. والجدير بالذكر هنا هو نشاط تجارة التهريب على المستوى الحدودي بين منطقة نفوذ الإسبان ومنطقة نفوذ الفرنسيين، فكان سكان المنطقة يزاولون تجارة تهريب السلع من كلا الجانبين(أقمشة، ألبسة، توابل، خمور، مواد غذائية..).
إن النمو الاقتصادي للجهة الشرقية بمنطقة نفوذ المستعمر الإسباني يستدعي ربط علاقات جوار مصلحية مع الفرنسيين الذين يحتلون الضفة اليمنى لملوية، فظل التواصل قائما من مليلة نحو وجدة عبر إحداث شبكة طرقية برية للعربات والحافلات والسكة الحديدية، فكان تفكير الإسبان في اختراق عمودي لبلاد كرط بواسطة خط للسكة الحديد يصل بداية إلى ثيزضوضين على بعد 50 كلم من مليلة على أمل امتداده إلى تفرسيت على واد كرت ثم في اتجاه الجنوب على مدى 40 كلم وصولا إلى مشرع كليلة حيث ينتهي النفوذ الترابي الإسباني في مجال استقرار قبيلة آيث بويحيي على نهر ملوية غير بعيد عن المركز الفرنسي بتاوريرت بحوالي 30 كلم لتصبح المسافة بين مليلة وتازا هي 239 كلم، من هنا يمكن القول أن الخط الحديدي الذي يربط بين الجزائر والمغرب موازيا للساحل والذي سيقلص المسافة بين تازا ووهران إلى 470 كلم فتصبح فرنسا في موقع منافسة أمام مركز مليلة.
أمام هذا الوضع اقترح المسؤول العسكري الفرنسي M. Tandonnet ضم جماعات قبيلة آيث بويحيي إلى جماعة عين النويصي باعتبار أن 1400 نفرا من أصل 1520 من آيث بويحيي يتم تدبير شؤونهم من قبل جماعة عين النويصي و120 منهم بجماعة “منعة- كلينشون” على بعد 64 كلم فقط عن عين النويصي، وبالتالي يتوجب مراقبة جميع تراب هذه القبيلة من طرف الجماعتين السالفتي الذكر، وحري بالذكر حسب ذات العسكري أن فرق آيث بويحيي، ورغم تبعيتها الإدارية للجماعتين، فإن القانون لا يخول لها حق التملك بل الاستغلال فقط وذلك تبعا للأوامر الصادرة بتاريخ 19 فبراير 1892.
◄ قامت السلطات الفرنسية بتقسيم آيث بويحيي إلى شطرين
ثم قامت الإدارة العسكرية الفرنسية، ضمن التقسيم الترابي لمراقبة مواقعها ومجال نفودها بالتراب المغربي بوضع دوار أولاد زمور من آيث بويحيي تابع لدائرة أجرسيف مع كل من أولاد بوريما من هوارة ولمطالسة ضمن المجال الإداري لدائرة أجرسيف، أما حَاسِي نْ وَزْﯕَـا فأضحى مركزا عسكراي تابعا لدائرة تاوريرت أوكلت إليه مهمة المراقبة السياسية والإدارية للقبائل البربرية منها بني كولال(ربما بني كولال الذين على واد زا) وبني يعلا وبني شبل وأولاد الميدي وكذا بعض العرب الرحل منهم أحلاف والسجع إضافة إلى آيث بويحيي، علما أن صاكا، حيث حَاسِي نْ وَزْﯕَـا، تعتبر المعقل الأساسي لقبيلة آيث بويحيي البربر الرحل.
لقد قامت السلطات الفرنسية بتقسيم آيث بويحيي إلى شطرين، شمالي وجنوبي، وفق قرار 30 دجنبر 1923، لتعود وتجعلهم داخل جماعة واحدة تضم أحد عشر فرعا طبقا لقرار وزاري صادر بتاريخ 20 يناير 1924، كما فرضت شرط إثبات الهوية لكل الأفراد المتنقلين في مجال نفودها ومنها سيدي معروف ومول الباشا وفق للقانون الوزاري 8 دجنبر 1925 المحدد لشروط التنقل في الفصول 1-2-3-4، حيث تقوم السلطات الفرنسية بتسليم بطاقة هوية معترف بها للأهالي، ثم قرار بتاريخ 6 أبريل 1927، صادر عن مكتب شؤون الأهالي بتازا ملحقة أجرسيف يقضي بجعل آيث بويحيي تحت مراقبة المركز العسكري الكائن بصاكا، وعلى مستوى الاستخلاص الضريبي ووفق قرار فريد صدر ظهير سلطاني بتاريخ 12 غشت 1913 يقضي بإخضاع بعض فروع قبيلة آيث بويحيي من حيث القانون الجبائي ضمن دوائر أجرسيف ووجدة وتاوريرت وبني يزناسن ودبدو وتازا، ويتحدث النقيب الفرنسي ARGENCEK، قائد الفرقة العاشرة بأجرسيف، عن مغادرة فرقته لثكنة أجرسيف يوم 23 يونيو 1919 في اتجاه آيث بويحيي لتحل بتراب هذه القبيلة يوم 10 يوليوز من نفس السنة حيث تم استبدال القناصة “الرماة” بآخرين، خاصة أولائك الذين تم جلبهم من السينغال.
لقد شهد مجال كرط، حيث مضارب آيث بويحيي، عددا من المعارك القوية ضد الإسبان والفرنسيين على حد سواء، وذلك خلال الفترة 1911- 1912، فنذكر معركة إيزحافن(أربع مرات)، ومعارك بني سيدال وثالوسيث (خمس مرات)، ومعارك إيمعروفن وثيجذرا وبوجذار وثوريات الزاﯖ ، وزرورا، وثيفرداش وأولاد غانم وثوريرث احامد واعزيب اعلال اقدور … وغيرها من المعارك التي شارك فيها آيث بويحيي إلى جانب قبائل الريف الشرقي. لكننا سوف نتوقف عند أهمها، أي تلك التي شارك آيث بويحيي في صناعتها بعيدا عن قيادة محند بن عبد الكريم.
◄ الجنيرال ليوطي و ستيفان بيشون وزير الشؤون الخارجية الفرنسي
يتضح من خلال جملة رسائل قام الجنيرال ليوطي المفوض السامي الفرنسي المسؤول عن الحدود بين الدولتين المحتلتين للبلاد المغرب، بتوجيهها للسيد ستيفان بيشون وزير الشؤون الخارجية الفرنسي أن ليوطي كان مقيما بمدينة وجدة ومنها كان يدير جميع العمليات لأن تلك الرسائل صدرت سنة 1910 من وجدة وتهم قبيلة آيث بويحيي. ففي رسالة مؤرخة بـ16 يوليوز 1910 يوضح ليوطي أنه بناء على طلب من مبعوثين عن قبيلة آيث بويحيي تم تكليف سي طيب بوعمامة للتفوض مع آيث بويحيي بالمنطقة المسماة مول الباشا، فاجتمع بوعمامة مع وجهاء آيث بويحيي الذين أنكروا الاعتداء الذي تعرض له الجنود الفرنسيون بترابهم من طرف فرعين من هذه القبيلة، وعبروا عن رغبتهم في خلق علاقة طيبة مع الفرنسيين، لكن الفرنسيين ألزموهم بغرامة مفروضة تبيح لهم التنقل بين الأسواق الفرنسية بالمنطقة المحتلة. وقد جاء هذا اللقاء على خلفية أحداث مول الباشا يوم 13 يوليوز 1910 عندما حطت حمية عسكرية فرنسية بالضفة اليمنى لواد ملوية بقيادة اليوتنون كولونيل فيرود قادمة من تافوغالت بأمر من الجينيرال ليوطي، فقامت فرقتان من آيث بويحيي من الضفة اليسرى بالاحتجاج على هذا التدخل الأجنبي وقد حاولت القوات الفرنسية تهدئة الأمر بواسطة مبعوثها الطيب بوعمامة دون جدوى، فأدى الأمر إلى نشوب معركة سقط خلالها عدد من القتلى قدره تقرير ليوطي في حوالي 53 فردا من آيث بويحيي و11 عسكريا فرنسيا إضافة إلى عدد من الجرحى، فاحتل الفرنسيون قبة مول الباشا وتم ترحيل عدد من الجنود نحو مركز تاوريرت. هكذا يتضح أن ترحيل حمية عسكرية من تافوغالت إلى مول الباشا لم يكم عبثا لأن المراد من تلك العملية هو مراقبة المجال الذي تسيطر عليه إسبانيا. فمن جهة تستقر فبيلة آيث بويحيي بمنطقة يخضع جزء منها لفرنسا والجزء الآخر لإسبانيا وبالتالي فضبطها يبقى بعيدا عن أية اتفاقية بين الطرفين، ثم إن هذه الواقعة كما سبقت الإشارة إليها ضمن رواية شفوية عند الحديث عن تسمية مشرع كليلة، راح ضحيتها عدد يقارب الخمسين رجلا من آيث بويحيي من دواري آيث المير وأولاد الحاج، ثم إن تموقع العساكر الفرنسيين عند مول الباشا هو بمثابة تدنيس للمقدس عند آيث بويحيي باعتبار ان مول الباشا من شرفاء بني وكيل الأدارسة الذين يحضون بتوقير واحترام القبيلة، كما يتضح من خلال الرواية الفرنسية أن هناك تبرير بعيد عن أي منطق من خلال التقرير الذي أنجزه ليوطي يتهم فيه آيث بويحيي كونهم اعتدوا على الحمية العسكرية الفرنسية من خلال السب والشتم وكانوا أول من بدأ بإطلاق العيارات النارية وأن الرجل الذي كان يرافق الفرنسيين ويقوم بعملية الترجمة ويسهل مأمورية الفرنسيين هو الطيب بوعمامة من أولاد سيد الشيخ من منطقة البيض بالجزائر وبالتالي فهو في نظر هذه القبيلة عميل استعماري ولن يرضوا بالتحاور معه، ثم إن آيث بويحيي لم يكونوا يتكلمون أية لغة أخرى غير الأمازيغية الريفية خاصة تلك الدواوير القريبة من مكان المعركة وبالتالي فإنه من العسير التواصل معهم، لهذا فبرقيات وتقارير الجنيرال ليوطي عن معركة مول الباشا بتاريخ 13 يوليوز 1910 كانت تبريرية ليس إلا لأن ما سيليها من أحداث وردود فعل لم تكن في صالح الطرفين المتنازعين، الفرنسي والإسباني، عن تلك المنطقة الحدودية التي ستشهد إبرام اتفاقيات على مستويات عليا داخل البلدين بعد مفاوضات انتهت إلى وضع حجر الحدود عند ضريح سيدي معروف في موضعه القديم، أي في النقطة التي نزل بها اليوتنون كولونيل فيرود قادما من تافوغالت، وهو الأمر الذي يتضح من البرقية الجوابية التي رد بها وزير الشؤون الخارجية الفرنسي بيشون على ليوطي ودعوته لتهدئة الوضع، فنجد ليوطي يستعمل الطيب بوعمامة للتفاوض مع آيث بويحيي، وقد جاءت معركة “العاهد أوعاروي” في غشت 1921 الذي تزعمته قبيلة آيث بويحيي ومعها لمطالسة وجل قبائل الريف الشرقي، والتي تكبدت فيها القوات الإسبانية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ولو أن الفرنسيين لم يكونوا معنيين مباشرة بالمعركة إلا أنها هزت كيانهم ليتحالفوا فيما بعد مع إسبانيا لدحض المقاومة الريفية. ويتضح أيضا من برقية بيشون بتاريخ 26 يوليوز 1910 الموجهة إلى ليوطي أن واد ملوية هو الحد الفاصل بين الجزائر والمغرب تبعا لاتفاقية لالة مغنية سنة 1830.
د. محمد حماس
الهوامش
- La ilustración artística, periódico semanal de literatura, artes y ciencias, T 31, Número 1570, 29 enero 1912, p. 82
- Le défenseur de Cordoue, journal catholique, V15, N°4148, 28 Avril 1913, p. 3
- CAMILLE. FIDEL, Le Maroc Espagnol, France Maroc, Revue mensuelle, 2eme année, n°5, 15 Mai 1918, Paris, p. 150 (CAMILLE. FIDEL est le chef de service à l’union coloniale Française)
- Ibid , p. 150
- شهادات عد كبير من أفراد قبيلة آيث بويحيي الذين زاولوا التهريب يرون حكايات ملاحقات الجنود من كلا الجانبين الإسباني والفرنسي لهم
- Gabriel Delbrel, Zoco Franco …, op.cit, p. 1
- Ibid, p. 1
- CAMILLE. FIDEL, Le Maroc Espagnol…, op.cit, p. 150
- Délégations financières algériennes ; Algérie. Assemblées financières, 1899-1948, Alger, n°3, 1913, P. 719
وتعتبر عين النويصي عبارة عن حمامات جميلة تم تأسيس جماعتها سنة 1848، وهي تقع في المجال الترابي لمستغانم، أما منعة فتقع في تراب باتنة الجزائرية
- Ibid, n°3, Alger, Mai 1911, p. 182
- Revue algérienne, tunisienne et marocaine de législation et de jurisprudence, publiée par la Faculté de droit d’Alger, ANCIENNE MAISON BASTIDE JOURDAN, ALGER, 1924, T38-39, 1922-1923, 4e partie, p. 388. (Voir aussi le Revue, Tome XL, 1924, p. 182)
(وفقا للقرار الترابي لجهة تازا بتاريخ 30 دجنبر 1921 والمعدل في 10 يناير 1922، في الفصل الثاني منه تم تأسيس دائرة أجرسيف وفق قرار 29 نونبر 1920)
- Ibid, p. 13
- Ibid, p. 103
- Revue algérienne, tunisienne et marocaine …, op.cit, p. 7
- Ibid, p. 55 et 128
- Historique du 10e bataillon de tirailleurs sénégalais, Imp L. FOUQUE, ORAN,1920. p. 15
تروي ارقية خرباش ومحند أزبرار ومحمد مخلوفي وسي المختار وميمون معروفي وغيرهم من آبث بويحيي وكلهم مسنون عاشوا فترة الاحتلال الإسباني والفرنسي، يروون عن الرماة أو القناصين السود، كانوا يسمونهم “ساليـﯖـان” أي جنود السينغال ويحددون موقعهم بأبراج المراقبة “قاسطو” أو castillos، “الفانتيام” وهم جنود فرنسيون يقومون بدور الجمارك حيث يطاردون المهربين
- رشيد يشوتي، إسبانيا والريف …، م. س، ص. 138
- Documents Diplomatiques, 1910, Affaires du Maroc, Tome 5, 1908-1910, Imprimerie Nationale, MDCCCCX, Paris, p. 392-393
- Opcit, p. 391-392
- ضريح مول الباشا الذي تم الاعتداء عليه كان موقعه في تلك الفترة قرب مشرع كليلة وبجانبه يرقد الولي الصالح سيدي معروف الذي يقيم له آيث بويحيي موسما سنويا إلى عصرنا هذا، وقد تسببت فيضانات واد ملوية في تدمير غابة لخنادﯕ والمقبر التي تضم مول الباشا وسيدي معروف