” التشرميل ” يدعو الدولة والمجتمع للمساءلة من جديد
أنيس بنلعربي
تشكل ظاهرة ” التشرميل و الكريساج ” نوعا جديدا من انواع التعنيف داخل المجتمع، فكيف لفعاليات المجتمع المدني بكل مكوناتها أن تساهم بمبادرتها كقوة إقتراحية في المساهمة من الحد من هذه الآفة .
فهناك من يعتبر أن الشاب يولد عنيفا او يصبح بفعل تظافر عوامل متعددة تأثر فيه ليصبح عنيفا ، داعيين الآباء والمدرسين وقوات الأمن والأحزاب السياسية والهيئات المنتخبة والمجتمع المدني إلى البحث عن أسباب العنف ومحاولة إيجاد حلول ناجعة له وعدم الاقتصار على “المقاربة الأمنية” فقط.
في هذا النسق يجب التشديد على ضرورة حماية الشباب من العنف عبر القيام بمصالحة واسعة ما بين النظم التربوية و الحمائية و القمعية، مشيدين كذلك بصدور مؤلفات تتطرق إلى عنف الشباب و الظاهرة التي وصفت بلغة الشارع ب ” التشرميل و الكريساج ” في افق خلق نقاش عمومي و شامل حول هذه الظاهرة في محاولة لتقديم أليات و معطيات متطورة مسايرة للتفكير في الحلول الكفيلة للتصدي لها خصوصا أنها ظاهرة غريبة على المجتمع المغربي.
سبق وأن صدر كتاب قيم تحت إشراف الباحثة السوسيولوجية الراحلة عنا “فاطمة المرنيسي” عن دار نشر “الفينيك” حاول خلاله ملامسة مصطلح “التشرميل” من خلال بحث معمق لمعرفة أسبابه و تجلياته عبر لقاء مباشر مع الشباب الذين تم اعتقالهم في إطار محاربة حملة “التشرميل” والبحث عن أصل الكلمة “التشرميل” التي خرجت من بين السجنون كشكل من التمرد على العادات والمجتمع لتتطور وتأخذ أشكالا مختلفة كحلق الشعر وطريقة اللباس الغريبة.
أما بعض الخبراء و الباحثون الإجتماعيون فحاولوا خلق فضاءات ومد جسور الحوار من خلال لقاء الشباب بالأحياء الشعبية في حضور رجال السلطة. كما ينضاف إلى هذه الفئة رواد المواقع الإلكترونية الذين يستعملون مواهبهم التواصلية من أجل إثارة اهتمام الرأي العام حول المشاكل والآلام التي يعيشها الشباب المغربي من خلال تقديم حوارات و مقالات تصب في لب الموضوع.
هنا يطرح التساؤل: كيف يمكن التعبئة من أجل إيجاد حلول ناجعة لكافة الأطراف والجهات المعنية والمهتمة.
ولهذا يجب على مرتادي المواقع التواصلية الكف عن نشر مواضيع وفيديوهات عن المشرملين كانهم أبطال ليحققوا مزيدا من البوز و لرفع نسبة المشاهدة في قنواتهم…