طنجة تعانق المهرجان الدولي للمسرح الجامعي في دورته الثالثة عشر
متابعة أنيس بنلعربي
إنعقدت الدورة الثالثة عشرة لمهرجان طنجة الدولي للمسرح الجامعي بمدينة البوغاز بين 22 و 27 أكتوبر الجاري. وتقترح هذه الدورة من المهرجان المنظم بتعاون بين جمعية العمل الجامعي لطنجة وجامعة عبد المالك السعدي والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة، مجموعة من العروض المسرحية التي أبدعتها فرق مسرحية جامعية من المغرب و من خارج المغرب.
أبرز المنظمون في بيان صحافي أن المسابقة الرسمية لهذه الدورة ستشهد مشاركة الفرق المسرحية لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بكل من الدار البيضاء وأكادير وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس.كما ستشارك نوادي و فرق تمثل كلا من جامعة تونس، والجامعة الوطنية النجاح بفلسطين، وجامعة الأردن، وجامعة ياوندي بالكاميرون، وجامعة عين شمس بمصر، ومسرح الظل من إيطاليا، والمسرح الجامعي لأورينسي بإسبانيا، ومجموعة الشفق من سلطنة عمان، وجامعة الطائف بالمملكة العربية السعودية.
هذا وقد تم تكريم عدد من أعلام المسرح بالمغرب، كما تم عقد ورشات تكوينية في المسرح وكرنفال بساحة الأمم بطنجة، إلى جانب ندوة محورية حول موضوع: “تحديات الممثل والممارسة المسرحية المعاصرة”.
كان إفتتاح فعاليات مهرجان طنجة الدولي للمسرح الجامعي يومه الإثنين 21 أكتوبر 2019 على الساعة الثالثة مساء بشوارع طنجة الكبرى، والانطلاقة كانت من ساحة 9 أبريل وصولا لساحة الأمم، حيث جاب الكرنافال الشوارع الرئيسية للمدينة بحضور جمهور غفير وطلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة.
كما شهد الكرنافال رقصات متنوعة لفرق شابة على أنغام موسيقى حماسية، بالإضافة إلى جلب تمثال هرقل باعتباره إمبراطور الإمبراطورية البزنطية استحضارا للمعلمة التاريخية بعاصمة البوغاز. ليعلن المهرجان بعد ذلك مباشرة عن حفل الافتتاح بالمركب الثقافي أحمد بوكماخ على الساعة السادسة مساء.
وقدم والي جهة طنجة محمد مهيدية كلمته الافتتاحية، التي أكد فيها على أهمية وجود مثل هذه المهرجانات كدعامة أساسية لرد الاعتبار للمسرح الاحترافي، والذي يمثله مجموعة من الشباب الجامعي، كما أشار بوشتة المومني نائب رئيس جهة طنجة تطوان إلى النجاح الباهر الذي حققه المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بطنجة في دورته الثالثة عشر بالمقارنة مع الدورات الماضية، سواء على مستوى التنظيم أو على مستوى البرنامج الذي عرف تنوعا من ناحية العروض المسرحية المشاركة بالمسابقة الرسمية أو خارج المسابقة الرسمية، و كذا عدد الفنانين المسرحين الذي حضروا هذه الدورة ووزنهم و شعبيتهم لدى الجماهير المغربية العاشقة للمسرح.
و من جهته أضاف بأن المسرح ولا يزال أب للفنون و يشكل بؤرة التقاء الفنون و القيم الرفيعة والرسائل النبيلة و محرك أساسي للأسئلة الفنية و التأملات و منبع الكفاءات الفنية و القيمية.
و تطرق المدير الجهوي لوزارة الثقافة و الشباب والرياضة قطاع الثقافة كمال بن ليمون أن المهرجان هو نافذة لانفتاح الشباب على الفن و امتلاك ملكة الذوق، مشيرا إلى أن الجامعة أصبحت تلعب دورا أساسيا فيما يخص التحولات الفنية و العلمية ببلادنا مع جيل جديد من المبدعين و الباحثين.
وتميز مهرجان طنجة الدولي للمسرح الجامعي في نسخته 13 بتكريم الفنانة المسرحية مليكة العمري، إحدى كبار رواد السينما و التلفزيون المغربي و التي شاركت في العديد من الأعمال التلفزيونية و المسرحية و السينمائية و اشتهرت بتجسيد دور البورجوازية و دور الأم و دور المرأة الشريرة، و أبدعت بمشاركتها المتنوعة في عروض مسرحية مع الفنان القدير محمد الجم.
وألقت كلمة جد معبرة لحظة تكريمها أمام جماهير طنجة بحيث أبهرت الحضور حسب انطباعاتهم من خلال قولها ” أن نجاحي بفضل جمهوري و أنا جد سعيدة بما وصلت إليه الآن و أهدي تكريمي لمحبي المسرح و عشاق الفن ” و ختمت حديثها بدموع تعبر عن فرحة غامرة لتفاعلها مع متتبعيها و محبيها ووجهها يعبر عن فيض الحنان.
و قدمت فرقة مسرح المدينة قطعة مسرحية احترافية بالمركز الثقافي الإسباني تحت عنوان “ضربنا التران” ، على الساعة التاسعة مساء من أداء ممثلين مسرحين اشتهروا بأدائهم المتميز فوق خشبة المسرح كل من هند السعديدي وعادل أبا تراب وعبد الله ديدان وكمال الكاظمي.
وهي عبارة عن مسرحية جمعت بين الكوميديا والدراما تدور أحداثها حول أربع شخصيات أساسية جمعتهم عربة القطار “قطار الحياة” متجهين إلى مكان واحد عند أحد كبار الأغنياء بالبلد، أربع شخصيات تجمعهم المعاناة والفقر والتهميش، حيث عالجت المسرحية العديد من المشكلات الاجتماعية كالبطالة، التحرش الجنسي، الاغتصاب، الفقر، الطمع والجشع، التهميش والإقصاء الاجتماعي وصراع الطبقات… من خلال قالب كوميدي.
وتجدر الإشارة إلى أن نهاية المسرحية تراجيدية بموت “عادل أبا تراب” الذي سجن ظلما لمدة 12 سنة في قضية اغتصاب حسب أحداث المسرحية، و ألقى نفسه بالسكة الحديدية فدهسه القطار “التران” نسبة إلى “ضربوا التران”، كما جاء على لسانه في المسرحية “ضربو الزمان”، إذ كان ينوي أن يقتل الشخصية البارزة إلا أنه و عند التقائه بالراقصة والبرلماني والفقيه، وكلها شخصيات تساعد “الرجل البورجوازي”، قرر أن يقتل نفسه لتكون نهاية المسرحية مأساوية.