الرائدة في صحافة الموبايل

اجتياح سبتة.. أية أبعاد؟!

تجتاح منذ أمس جموعٌ بشرية هائلة حدود سبتة المحتلة قادمة من مختلف المناطق المغربية. جلّ هؤلاء من القاصرين… ومنهم نساء وأطفال ورُضّع… ومنهم أفارقة كذلك…
هذا ما رآه العالم كله بالصوت والصورة وعلى الهواء بالمباشر.
إلا أن استغلال الحدث من جهاتٍ شتى قد تمّ بطرق مختلفة؛ وهو أمرٌ متوقّع ومنتظرٌ.
الحدث شكّل لبعضهم مادة دسمة للنيل من المغرب وتصوير المهاجرين المغاربة بالجياع والفارين من أرض الجحيم والباحثين عن الكرامة ولقمة العيش في أوروبا والهاربين من الفقر والبؤس و”الحكرة” إلى عالم العيش الكريم والحقوق المضمونة… إلخ…
غير أن الأذكياء من أهل النظر البعيد والفكر العميق يرون غير ذلك تماما…
هناك من يرى أن الحدث رسالة مغربية للأوربيين عامة ولألمانيا وإسبانيا خاصة أن عهد وظيفة الدركي قد ولّى.
وأنّ ما يرونه في ذهول واندهاش هو مجرد عربون وعيّنة يسيرة مما يمكن أن يحدث إذا لم تتدارك هذه الدول استهتارها بالوحدة الترابية للمملكة. تصرفات ألمانيا العدائية، ونفاق إسبانيا وتورطها في جريمة (إبراهيم غالي) وفضيحة استقباله بجواز سفر جزائري مزور… كل ذلك لا يمكن أن يُبقي المغرب وفيّاً لتعهداته بخصوص الملفات الكبرى المعلومة: ملف الهجرة السرية، وملف الاتجار في المخدرات… والملف الأمني…
إن للمغرب حقوقاً على الأوروبيين. أقلها مناصرة المغرب بخصوص وحدته الترابية. والوفاء بالشراكة الاقتصادية وتسهيل عودة المهاجرين المغاربة في العطل الصيفية بسلاسة وكرامة…إلخ…
من هنا على الأوروبيين أن يفهموا أنّ مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس… مغرب اليوم مغرب الندية والتشاركية. وأنه رقم صعب للغاية بعدما تحوّل اقتصادياً وعسكرياً ودبلوماسياً إلى قوة إقليمية وقارية متصدرة.
وللذين يتساءلون: أين كانت الشرطة المغربية عندما اجتاحت الألوف حدود سبتة المحتلة، أقول: بل أين كانت الشرطة الإسبانية عند هذا الاجتياح؟
إن هذا الاجتياح قد أدّى رسالته القوية للإسبان والألمان خاصة… وقد رأينا كيف عمّت الفوضى والانتقادات داخل حكومة مدريد. ورأينا كيف تناول الإعلام الألماني والإسباني تحليل الحدث…
طبعاً لم يتناولوه من زاوية أعداء الوطن والخونة… زاوية العدمية والتجنّي ونكران التنمية… بل تناولوه، كلٌّ من جهته، وكلٌّ من منظوره السياسي والاقتصادي والأمني… لكن لا أحد منهم تناوله بسطحية الخونة وغباء العدميين.
———————————-
محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد