وقفات إيمانية.. ليلة القدر خير من ألف شهر
الصادق العثماني
يقول سبحانه وتعالى: “حم، والكتاب المبين، إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركة، إنّا كنّا منذرين، فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ، أمراً من عندنا إنّا كنّا مرسلين، رحمةً من ربّك إنّه هو السميع العليم” .
ويقول تعالى: ” إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر؛ ليلة القدر خير من ألف شهر..” ..طبيعتنا البشرية تدفعنا إلى ارتكاب الأخطاء والفواحش، كما تدفعنا إلى ارتكاب الذنوب المحيطة بنا من كل جانب؛ ذنوب اللسان، ذنوب السمع، ذنوب البصر، ذنوب القدم، ذنوب البطن والفرج..هذه الذنوب تجتمع ساعة بعد ساعة، ويوما بعد يوم فتصبح أكياساً كبيرة وقناطير مقنطرة من السيئات والذنوب والآثام لا يعلمها الا الله وحده، ربما تحتاج الى شاحنات لحملها!! علما أن الإنسان في هذه الحياة كمثل جندي في معركة، لا يدري في أي ساعةٍ يمكن ان تأتيه رصاصة او تنفجر به قنبلة، ولأن الحياة ملأى بالذنوب، فإن الله بعطفه ورحمته على عباده جعل من ليلة القدر خير من ألف شهر، ليمسح من خلالها ذنوب عباده ويغفر لهم ويتوب عليهم إنه هو التواب الرحيم .
لكن علينا أن ننتبه بأن الخطأ مع الله تعالى مغفور إن طلبت منه التوبة فهو غفور رحيم، أما ارتكاب الأخطاء مع عباده وظلمهم والسخرية منهم والكذب عليهم وأخذ حقوقهم وعرق جبينهم فهو شديد العقاب إن لم تبادر بتنظيف اسمك أو دفع ما في ذمتك من حقوق مالية أو معنوية؛ لهذا لا نجعل من ليلة القدر حجة ومطية للمزيد من ظلم الناس وقتلهم وتكفيرهم وقهرهم وأخذ حقوقهم على اعتبار أنها ليلة خير من ألف شهر .