توفيت الكاتبة المصرية الشهيرة نوال السعداوي، يوم الأحد، بعد صراع مع المرض وعن عمر ناهز 90 عاما.
ولدت نوال السعداوي، في27 تشرين الأول/أكتوبر 1931، لعائلة تقليدية ومحافظة بقرية كفر طحلة، إحدى قرى مركز بنها التابع لمحافظة القليوبية، وكانت الطفلة الثانية من بين تسعة أطفال.
تخرجت السعداوي من كلية الطب جامعة القاهرة، في ديسمبر 1955، وحصلت على بكالوريوس طب وجراحة، وتخصصت في مجال الأمراض الصدرية، وعملت كطبيبة امتياز بالقصر العيني.
تزوجت في العام نفسه من أحمد حلمي، زميل دراستها في الكلية، ولم يستمر الزواج لفترة طويلة، فانتهى بعدها بعامين، وعندما سئلت عنه في أحد حواراتها قالت: ”زوجي الأول كان عظيما، زميلي في كلية الطب، كان رائعا، والد ابنتي، لم يرد والدي مني أن أتزوجه لأنه غادر إلى السويس لمحاربة البريطانيين، لكن بعد ذلك تم خيانة المقاتلين، والكثير منهم تم حبسه، هذه الأزمة كسرته وأصبح مدمنا، وأخبرته أنني لو تزوجته، قد يوقف إدمانه، لكنه لم يفعل، حاول قتلي، لذا تركته“.
وتزوجت مرة ثانية من رجل قانون ولم يستمر هذا الزواج، أما زواجها الثالث فقد كان من الطبيب والروائي الماركسي شريف حتاتة، الذي كان يشاركها العمل في الوزارة، واعتقل لمدة 13 عاما في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتزوجا في 1964 ولهما ولد وبنت، لكن انتهى الزواج بطلاق بعد 43 عاما.
السجن
تعتبر السعداوي من الشخصيات المثيرة للجدل والناقدة للحكومة المصرية، ففي 1981 ساهمت في تأسيس مجلة نسوية تسمى ”المواجهة“.
حكم عليها بالسجن في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأطلق سراحها في العام نفسه بعد شهر واحد من اغتيال السادات، ومن أشهر أقوالها: ”لقد أصبح الخطر جزء من حياتي منذ أن رفعت القلم وكتبت، لا يوجد ما هو أخطر من الحقيقة في عالم مملوء بالكذب“.
حبست في سجن النساء بالقناطر، وعند خروجها أصدرت كتابها الشهير: ”مذكرات في سجن النساء“ عام 1983، ولم تكن تلك هي التجربة الوحيدة لها مع السجن، فقبل ذلك بتسع أعوام كانت متصلة مع سجينة واتخذتها كملهمة لروايتها: ”امرأة عند نقطة الصفر“ عام 1975.
رفضت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، في 12 مايو 2008. إسقاط الجنسية المصرية عن السعداوي، في دعوى رفعها ضدها أحد المحامين بسبب آرائها.
نتيجة لآرائها ومؤلفاتها تم رفع العديد من القضايا ضدها من قبل الإسلاميين، مثل قضية الحسبة للتفريق بينها وبين زوجها، وتم توجيه تهمة ”ازدراء الأديان“ لها، كما وضع اسمها على ما وصفت بـ“قائمة الموت للجماعات الإسلامية“، حيث هددت بالقتل.
وفي 1988 سافرت خارج مصر، وقبلت عرض التدريس في جامعة ديوك وقسم اللغات الأفريقية في شمال كارولينا وجامعة واشنطن.
شغلت العديد من المراكز المرموقة في الحياة الأكاديمية، سواء في جامعة القاهرة أو في هارفرد أو جامعات ييل وكولومبيا والسوربون وجورج تاون، أو جامعتي ولايه فلوريدا، أو كاليفورنيا، ورجعت نوال إلى مصر بعد 8 سنوات، أي في 1996.
وفور عودة السعداوي إلى مصر، أكملت نشاطها وفكرت في دخول الانتخابات المصرية في 2005، ولكن لم تقبل بسبب شروط التقديم الصارمة، وكانت من ضمن المتظاهرين في ميدان التحرير، في ثورة يناير 2011، كما طالبت بإلغاء التعليم الديني في المدارس.