الرائدة في صحافة الموبايل

ويلٌ ل(ماكرون) من القهّار الجبار

ما أعلنه الرئيس الفرنسي من حمايةِ الدولة الفرنسية لحرية الطعنِ في دين الإسلام هو إعلانُ حربٍ على ما يَقْرُب من مليارَيْ مسلم. حربٌ ذاتُ أبعادٍ عِدائية وترسيخ الحقدِ والبغضِ والكراهيةِ بين مختلف الحضارات والثقافات… حربُ الرفضِ والإقصاء، والنّبذِ والازدراء…
تصريحاتُ ماكرون الحمقاءُ معاولُ هدمٍ لكل جُسور التقاربِ الإنساني والتعايش السلمي بين الشعوب. ولا أظن أن الشعب الفرنسي – ما عدا اليمينَ المتطرفَ – راضٍ بذلك الإعلانِ البئيس.
ما يقال عن (الإساءة إلى شخص النبي) صلى الله عليه وعلى آله وسلم غيرُ دقيق. إنها الإساءةُ إلى الإسلام والمسلمين تحديداً. أما رسولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد انتقل إلى جوار ربه وإلى جناتٍ تجري من تحتها الأنهار عَرضُها السمواتُ والأرض. ولا تسلْ عن طولها. رسولٌ رفَعَ الله ذكرَه، وكفاه المستهزئين.
آه يامكرون لو تعلم معنى الآية (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) لو تعلم أن الله جل جلاله هو مَن تولّى بذاته وصفاته وقدرته وقوته معاقبةَ كلِّ مَن استهزأ برسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم… آه لو تعلم ياضعيفُ ويافقيرُ وياجاهلُ ما يمكن أن يصيبَك ويصيبَ قومَك الذين رَضُوا بما أعلنت عنه… من عقابٍ عاجلٍ وآجلٍ لسجدتَ لربك مستغيثاً ومستجيراً به سبحانه سجدةً لا ترفع رأسك من التراب أبداً…
ولكنك لا تعلم.
قلتُ: يمكن للرئيس ماكرون إغلاقُ المساجد، ويمكنه حلّ الجمعيات الإسلامية كما يمكنه اعتقالُ الفقهاء والدعاة وحتى عامةِ المسلمين… ويمكنه السماحُ بإحراق المصاحف في الساحات العمومية بل والمشاركةُ فيها… ويمكنه منعُ الحجاب وإجبارُ المؤمنين على الإفطار في رمضان… ويمكنه قتلُهم وإبادتُهم كما فعل أجدادُه في أنحاء العالم عقوداً من الزمن… ويمكنه طردُهم وإخراجُهم من ديارهم ومصادرةُ أموالهم… ويمكنه فعلُ أيِّ شيءٍ ضدّاً على المسلمين.
لكن ما لا يمكنه فعلُه أبداً هو الوقوفُ في وجه المدّ الإسلامي الهادرِ الذي يغزو القلوبَ بسماحته وقوة كلمته وجمال معتقده ويُسْر عبادته وعدل شريعته… هذا المدّ أكبر من الدبابة والبارود وطائرات الرافال والميراج والصواريخ العابرة للقارات والعابرة حتى للكواكب إن وُجدت. سماحة الإسلام وجماله أكبر من حواجز البوليس والجمارك وكامراتِ المراقبة وزنازنِ الظلم وخزائنِ البنوك و”حق” الفيتو وكلِّ ما تملكه يارئيس ممّا نعلمه ومما لا نعلمه.
أنت يامكرون بإعلانك الأرعنِ المَقيت خرَّبتَ مبادئَ دولتِك التي تسمونها قيمَ الجمهورية (les valeurs de la république) . (حرية مساواة أخوة).
وجعلت منها شعاراتٍ فارغةً من كل معنى…

هذا وكتبه محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد