الرائدة في صحافة الموبايل

أم هارون تسقط أمام شكسبير..

حنفي أبو سعدة، صحافي فلسطيني



الكاتب المسرحي البريطاني و الذي ذاع صيته وملأت مسرحياته ارفف ومكتبات العالم، وليم شكسبير ، كتب سنة ١٥٩٨ روايته ومسرحيته الشهيرة تاجر البندقية ، والتي تم إعادة إنتاجها اكثر من مرة كان آخرها للممثل العالمي ال باتشينو في فلم سنيمائي انتج عام ٢٠٠٤ يحمل ذات الاسم ، تعتبر بحد ذاتها ردا على مسلسل ام هارون وتلك الادعاءات الساقطة التي يحاول كاتب المسلسل أن يمررها ويغتصب من خلالها وعي العالم العربي .
تاجر البندقية هي رواية ومسرحية ترسم صورة اليهودي الحقيقة والمجردة في العقلية الأوروبية ، وتعد الرواية من افضل الروايات والمسرحيات التي تصور اليهود على حقيقتهم ، من خلال شخصية شايلوك التاجر والمرابي وعاشق المال والانتهازي الجشع، الذي يقوم باقراض التجار مقابل فوائد مالية ضخمة ،ليعكس شكسبير بذلك حقيقة تلمسها العالم لاحقا من خلال هيمنة اليهود على اقتصاد العالم ، وتحديدا على سياسات البنوك، كما تدور أحداث الرواية حول انتقام المرابي اليهودي من أحد التجار باصرار شايلوك على أخذ ثلاثة ارطال من لحم التاجر نتيجة تأخره عن سداد القرض في موعده، ليعكس شكسبير حقيقة أخرى تتعلق بنازية وسادية اليهود ودمويتهم تجاه خصومهم .
بريطانيا واوروبا التي ذاقت الأمرين من التغول اليهودي في اقتصادياتها والحديث هنا عن عائلة روتشلد وخيانتهم، قررت التخلص من اليهود بالقائهم في المنطقة العربية كجسر بشري غريب لمنع أي اتصال أو وحدة جغرافية بين دول العالم العربي، واستمرت اوروبا بدعم هذا الكيان ماليا وعسكريا لاستمرار افتعال الأزمات في المنطقة العربية وإبعاد شرور اليهود ودسائسهم عن دول العالم الغربي .

هذه السياسة الأوروبية تعكس اساسا نظرة دونية لليهود كونهم اساسا كانت مهامهم واعمالهم كيهود مختصرة على البغاء والدعارة والتجسس والاغتيالات وتجارة المال وصناعة السموم ، لذلك فاليهود كانوا اكثر من يمكن أن يطلق عليهم بالجماعة الوظيفية ، حيث أن وجودهم البشري والسياسي في المنطقة العربية مرتبط اساسا بمهمة سياسية قذرة رسمتها الدول الغربية انطلاقا من الصورة الذهنية المرسومة لليهود في اذهان العالم الغربي .

شكسبير ككاتب عالمي له صولاته وجولاته في الحقل الأدبي والروائي استطاع ببراعة أن يرسم الصورة الحقيقة لليهود قبل أن يهيمنوا لاحقا على الذهب والمال والاعلام محاولين رسم صورة أخرى منافية للحقائق التاريخية والتلمودية والتي يمكن استنباطها بوضوح من كتاب بروتوكولات حكماء صهيون .

ام هارون هي سلسلة في حلقات تغيير الوعي باتجاه رسم صورة مغايرة وكاذبة بإدعاءات كاذبة حول اضطهاد اليهود في دول العالم العربي ، حيث أن ابسط قراءة موضوعية لتاريخ اليهود في المنطقة العربية تفند كل تلك الاكاذيب التي يحاول مسلسل ام هارون ترويجها.

الخطورة الحقيقة في المسلسل لا تكمن في دعوته للتطبيع وقبل التعامل مع اليهود والحركة الصهيونية كأقلية في المنطقة لها جملة من الحقوق السياسية والمدنية، بل تكمن الخطورة في الأجواء السياسية التي رسمتها سياسات النظام السياسي بقطبيه تجاه الصراع والقبول بحالة اللاسلم واللاحرب .

مسلسل ام هارون كذبة كبيرة وسفينة تمضي على مياه التنسيق الامني والتفاهمات والمواقف السياسية لقادة الانقسام الفلسطيني ، سفينة تسير مدعومة برياح الواقع الانقسامي والمأساوي للحركة الوطنية الفلسطينية ، التي تنفخ في اشرعة المسلسل لتنخر في وعي العالم العربي سلسلة من الاكاذيب والإدعاءات المزيفة التي يمكن بسهولة أن تسقط ليس في محكمة التاريخ، بل في مشهد المحكمة في رواية وفلم تاجر البندقية للممثل العالمي ال باتشينو المنتشر ايضا على موقع اليوتيوب لمن يريد أن يرى الصورة الحقيقة لليهود و التي تخفيها ام هارون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد