الرائدة في صحافة الموبايل

لماذا لا زلنا جميعا سلطة وساكنة نرتع في عقلية الاستخفاف؟!

الإعلامية نادية الصبار

وأنا بحاجة ماسة للخروج، لشراء فيتامين دال، فكما هو معروف فلم تعد تتعرض أجسامنا لأشعة الشمس التي وحدها لها القدرة على تحفيز الجسم لإنتاج فيتامين من الأهمية بمكان لسلامة الأبدان، فإذا بي أجد طابورا من عربات تحمل ما لذ وطاب من أغلال، عجبت؛ فهل لأن مدينة كبنسليمان جوهرة الفلين والأوكسجين، لازلت منفلتة من أخطار الوباء، تغمض السلطات عيونها عن الانحراف وعصيان أوامر الدولة وعدم الالتزام بضوابط الحجر والحظر الصحيين لسلامة الجميع.

بذات المكان، على رقعة جغرافية صغيرة لا تتعدى بتقديري ستة أمتار بكل اتجاه، ففي شارع خلفي تجمهر الوافدون على عربات قمت بعدها حتى لا أخطئ التقدير، وعددها ثمانية، أضف محلا كان يبيع السندويتشات من قبل؛ تم فتحه بالمناسبة، وأكيد بدون ترخيص، لتباع فيه الخضراوات والفاكهة وهلم جرى من متجمهرين..

قد يقول قائل أن عددهم ليس بكثير، لكن أين شروط السلامة الصحية وفاصل بين هؤلاء من متر إلى مترين؟
وقد يقول آخر أن هؤلاء الباعة المتجولون بسبب ضعف ذات اليد، يخرجون كل يوم دون كل ولا مل للبحث عن رغيف خبز حيث عائلاتهم التي يعيلون.. ينتظرون.

أتساءل وبشدة، ألم يستفد هؤلاء من دعم صندوق تدبير جائحة كورونا، كيف “للقياد “والمقدمية” الذين يحصون الأنفاس، لم يحصوا هؤلاء؟ وهنا سؤالي للإحالة على طريقة التصريح عبر رسائل نصية للاستفادة..

ألم يستحضر القائمون على شؤون البلاد والعباد أن من الناس من يجهل القراءة والكتابة وأدنى أبجديات التعامل مع التكنولوجيا والرقمنة؟ لماذا لا زالت قراراتنا عاجزة عن استحضار الغايات، وتبسيط الإجراءات حتى تعم الفائدة ويستفيد الجميع.

لماذا لا زلنا جميعا سلطة وساكنة نرتع في عقلية الاستخفاف، وننتظر حتى تظهر إصابة أولى وثانية وثالثة ورابعة لنحزم قيود أحذيتنا ونهب كالريح لمجابهة الفيروسات هنا وهناك؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد