أناس عابد – دنا بريس
إعتبر أستاذ العلوم السياسية “عمر الشرقاوي” أن التجربة المغربية في مواجهة الوباء أفرزت نوعا من التحولات على مستوى القيم في علاقة المجتمع و الدولة، وجاء هذا الحديث من خلال مداخلته في ندوة حول موضوع “الدولة و المجتمع في زمن كورونا”، و التي نظمها موقع “بناصا” عبر تقنية المباشر، مساء البارحة يوم السبت.
و أوضح الأستاذ “عمر الشرقاوي” أن من بين هذه القيم هناك المشاركة و التفاعل الطوعي، فقد كان دائما الود مفقود وكان يظهر في الاحتجاجات و زوايا النقد الموجهة للقرارات العمومية و كذا في بعض المواقف السياسية، لكن اليوم حتى التنظيمات الاكثر جدرية في المغرب ابانت على امكانيتها من ان تتفاعل في لحظة زمنية مع الدولة بنوع من التشارك.
و أضاف أستاذ القانون الدستوري “عمر الشرقاوي” أن قيمة الامتثال أيضا حاضرة بشكل كبير في هذه الظرفية، و ذلك بخضوع المواطنين طواعية لقرارات السلطة، و هذا راجع لتقدير الدولة لتداعيات الحجر الصحي و مصاحبتها له بمجموعة من التدخلات على المستويين الاجتماعي و الاقتصادي لدعم مجموعة من الفئات، و ذكر كذلك ان التجارب الدولية في تعاملها مع الجائحة خصوصا الاوربية منها، خلقت وعيا غير مباشر اعطى نوعا من القابلية لدى المجتمع للتفاعل ايجابا مع القرارات المتعلقة بالحجر الصحي.
كما أشار ذات المتحدث الى اضفاء الشرعية على القرارات بحيث كان نوع من الشعور الجماعي بشرعية القرارات، الشيء الذي ادى الى ان تكون هذه القرارات اكثر فعالية و نتج عن ذلك قيمة الثقة و تعاون المجتمع و ظهر ذلك بشكل واضح في المساهمة في الصندوق لتدبير جائحة كورونا.
و طرح الاستاذ “عمر الشرقاوي” سؤالا مفتوحا حول ما اذا كانت ستستمر هذه القيم ام انها قيم مؤقتة و متعلقة فقط بهذه الظرفية و ناتجة عن طريقة تفكير براغماتية من اجل ان ينقد الانسان نفسه، مشيرا الى أنه في حال اذا ما استمرت هذه القيم بعد كورونا سنكون في نظام اجتماعي اخر.