هل سيتم اعتماد لقاح لفيروس كورونا قريبا؟
حمزة بعية باحث دكتوراه في التواصل السياسي
بعدما ضاق ملايين البشر في كل بقاع الأرض من وباء كورونا، ينتظر الجميع أن يتم تطوير لقاح للمرض يعفي الكثيرين من هذا السجن المنزلي، وينقذ الكثير من الأرواح التي قد تزهق، و ينهي هذه الأزمة التي لم تعرف البشرية مثلها منذ الحرب العالمية الثانية. ومع تداول الكثير من المنابر الاعلامية لأخبار اكتشاف لقاح في هذا البلد أو ذاك .فهل سيجد العلماء .مخرجا سريعا يعفينا من كل هذا الهلع.
ربما لقد اعتاد الكثيرون، أن مع هذا التطور التكنولوجي في تقنيات التواصل، قد يكون الأمر مسألة أسابيع أو شهور حتى يتم توزيع اللقاحات في الصيدليات المجاورة. لكن مجال تطوير اللقاحات و الأدوية لا يتحرك بهذه السرعة و هناك مراحل عديدة لا يمكن اختصارها حتى يصير اللقاح متاحا في الأسواق.
تطوير اللقاحات كسباق
نعم، تم تطوير العديد من اللقاحات أسابيع بعد نشر السلطات الصينية للخريطة الجينية لكوفيد 19 . فقد عملت مختبرات في أوروبا وأمريكا والصين ليل نهار لكي تأخذ مكانها في هذا السباق. فتطوير اللقاح ليس الا المرحلة الأولى من المنافسة. و بعدها ستحتاج المختبرات الى اختبارات تتراوح ما بين سنة وسنة ونصف، حسب منظمة الصحة العالمية، لتثبت سلامة التلقيح و فعاليته
و تقوم هيئات مراقبة الأدوية بمتابعة مراحل هذا السباق خطوة خطوة، اذ لا يتم اختبار اي دواء أو لقاح الا بعد استوفاء الشروط العلمية للمرور للمرحلة الموالية للاختبارات. لذلك يتم تطوير العديد من اللقاحات ويتم نشر أخبارها على وسائل الاعلام لكنها قد لن ترى الوجود أصلا.
وقد استفادت المختبرات الدولية العاملة في تطوير اللقاحات من دعم مالي كبير من قبل الحكومات لتسريع العملية و أيضا لتخفيف عبء الاستثمار في اللقاحات. فاللقاح في أحسن تقدير قد يرى النور في السنة القادمة، وقد ينحصر الوباء حينها كما انحصر وباء ايبولا في بعض الدول الافريقية ولم يلق اللقاح التي تم انتاجه الرواج المطلوب.
ما بعد تطوير اللقاح
بعد تطوير اللقاح ومروره من كل المراحل التقنية و الاختبارات السريرية يواجه المنتوج الجديد تحدي الانتاج بكميات كبيرة. فالملايير من البشر يحتاجون للقاح . فالهند مثلا تعتبر قوة عالمية في انتاج اللقاحات والأدوية بكميات كبيرة. ولا أحد يعلم كيف ستكون الظروف الاقتصادية وحجم انتشار الوباء في السنة القادمة. وكيف سيتم تسويق اللقاح ما بين الدول الغنية والفقيرة.
مع انشار الفيروس و تأثيره على جل مناحي حيات الناس في كل بقاع الأرض، يكثر الطلب على الاطلاع على أي معلومة ممكنة عن الفيروس وسبل علاجه. و تتكاثر الشائعات والمواقع التي تنشر أخبارا مزيفة لجلب القراء، بينا قد تعلمنا هذه الازمة أن نتصالح مع المنهج العلمي الذي لا يعتد بما لا يمكن اثباته. وتبقى سبل الوقاية كغسل اليدين بالصابون واجتناب الخروج من المنزل ما أمكن، هي السبل العلمية المثبتة،حتى الان، لتخفيف انتشار الفايروس.
المصادر
https://www.theguardian.com/world/2020/apr/01/coronavirus-vaccine-when-will-it-be-ready-covid-19
https://www.fda.gov/vaccines-blood-biologics/development-approval-process-cber/vaccine-product-approval-process https://www.who.int/news-room/q-a-detail/q-a-coronaviruses