دنا بريس
نظمت مدرسة Art’Com Sup بالرباط، بشراكة مع دار النشر والمعرض الفني House of Beau، لقاءً فكريًا احتفى بالناقد والفنان التشكيلي يوسف وهبون، حيث تم تقديم كتابه الجديد “اللذة المفارقة: كتابات حول الفنون البصرية في المغرب”، بحضور نخبة من الفنانين والنقاد والباحثين في المجال الفني والثقافي.
شهد اللقاء، الذي أدارته الأستاذة رانيا زوبيري، نقاشًا عميقًا حول قضايا النقد الفني في المغرب، وعلاقة الإبداع بالممارسة النقدية. وقدم وهبون رؤى تحليلية حول التحولات التي يشهدها المشهد الفني، مؤكدًا على أهمية النقد في مواكبة الإبداع ودعمه، خاصة في سياق يعرف تحولات مستمرة وتحديات متعددة.
لم يكن وهبون مجرد متحدث عن تجربته، بل بدا مفكرًا يطرح تساؤلات جوهرية حول الفن ودوره في المجتمع، كما سلط الضوء على التوازن الدقيق بين الإبداع الفني والكتابة النقدية، مشددًا على أن دور الفنان لا يقتصر على إنتاج الأعمال الفنية، بل يمتد إلى التفكير النقدي والمساهمة في تطوير المشهد الفني.
لم يكن اللقاء لحظة تلاقٍ بين الإبداع والنقد فحسب، بل مناسبة أبهرت فيها رانيا الزوبيري الحضور من خلال فلاش باك وغوص عميق في تلابيب كاتب وكتاب “اللذة المفارقة “، وأكثر من ذلك إلى مساحات بوح صادقة وعفوية عبر فيها عن ميله للعزلة، لأنها طريقه نحو الإخلاص والتفاني حد النسك لقريحة لازمته وكانت شغله الشاغل، فهو الذي تبنى الفن والنقد مقابل “رفضه للأبوة”.
يشار أن يوسف وهبون حاصل على درجتي دكتوراه؛ الأولى في تاريخ الفن والثانية في علم الجماليات المقارنة، ويُدرّس هذين التخصصين في جامعة محمد الخامس أكدال بالرباط. قدم العديد من الدراسات النقدية التي تسلط الضوء على تطور الفنون البصرية في المغرب، وساهم في تحليل تجارب الفنانين المغاربة من خلال مقالاته وكتبه، التي تتميز برؤية فلسفية عميقة للنقد الفني وعلاقته بالسياق الثقافي والاجتماعي.
إلى جانب نشاطه النقدي، شارك وهبون في معارض جماعية قبل أن يعود بمعرض فردي عام 2019 في المركز الثقافي الفرنسي بالرباط، حيث جسدت أعماله رؤيته الإنسانية وانشغالاته بالقضايا الكونية. يرى أن الفن لا يقتصر على إنتاج الجماليات، بل يجب أن يكون وسيلة للتفكير والتفاعل مع الواقع، وهو ما يعكسه في كتاباته ولوحاته التي تطرح أسئلة حول الهوية، المعاناة، والتحولات المجتمعية.