اليونيسكو تصنف مصر والمغرب كأفضل بلدان عربية والجزائر تسقط من القائمة
هيئة تحرير دنا بريس
نشرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونيسكو، تقارير حول أفضل 10 دول عربية من حيث التنوع الثقافي والتاريخي، وجاءت مصر في المركز الأول يليها المغرب، وقد خلت القائمة من الجزائر. فيما جاءت لبنان في المركز الثالث، تليه تونس، وسوريا، والعراق، والأردن، ثم السعودية والإمارات وسلطنة عمان.
وبالنظر لإمكانيات مصر الهائلة من حيث عدد السكان والمساحة وعدد الآثار الكبيرة التي تتجاوز ثلث آثار العالم فإنه من الطبيعي أن تحقق المركز الأول مع الاهتمام العالمي لدراسة الحضارة المصرية القديمة.
فيما يُعتبر تحقيق المغرب للمركز الثاني إنجازًا بارزًا يعكس الجهود الكبيرة التي بذلها في إبراز تنوعه السكاني والجغرافي وتميزه، ضمن إطار القوى الناعمة التي رسّختها رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس. ويرى بعض الخبراء أن هذا التصنيف يمثل شهادة دولية على نجاح المغرب في التعريف بمكانته وإمكاناته، خاصة لدى الأوساط والمؤسسات الدولية، مما يعزز صورته على الصعيد العالمي.
وقد واجه المغرب عدة تحديات قبل تحقيق هذه المرتبة، أبرزها هيمنة المركزية الأوروبية والغربية على مفاصل المؤسسات الكبرى، إلى جانب محاولات طمس هويته الثقافية عبر نسب تراثه العريق – الذي يجمع بين الأمازيغي والإفريقي والعربي – إلى حضارات أهرى بل وجور الجار الجزائر عليه والتطاول على حقوقه، في تجاهل واضح لعمقه التاريخي وتأثيره في تلك الثقافات، وليس العكس.
ولقد تمكَّن المغرب، خلال السنوات الأخيرة، من تعزيز حضوره الثقافي عالميًا، مُبرزًا هويته الفريدة التي تمتزج فيها التأثيرات الأمازيغية والعربية والإفريقية والأندلسية. وقد انعكس ذلك بوضوح على قطاع السياحة، حيث شهدت المملكة إقبالًا متزايدًا من الزوار الأجانب الذين استكشفوا تنوعها الثقافي وثراءها التاريخي، معبرين عن انبهارهم بتقاليدها العريقة ومعالمها التي تعكس امتدادها الحضاري.
ورغم محاولات الجزائر المستمرة في مختلف المحافل لنسب التراث المغربي إليها، في خطوة اقل ما يقال عنها أنها محاولة سطو مقصودة على الحقوق التاريخية للمغرب والمغاربة، ليكون تصنيف اليونيسكو بمثابة ضربة على خد تبون، وفرصة يعزز من خلالها الاعتراف الدولي بالأصالة المغربية. كما أن غياب الجزائر عن القائمة نهائيًا يعكس الفجوة الكبيرة بين نهج البلدين في إدارة ملفات التراث والترويج السياحي، فإذ نجح المغرب في تسويق هويته الثقافية عالميًا، يظل الأداء الجزائري محدودًا وحبيس الأضاليل.