التشكيل عند محمد الشاوي وAmanda VERSTEGEN.. تلاقح ثقافي لا يقهر بين المغرب وبلجيكا
الحسن مرزوق
“الحقيقة التي يسعى إليها الفن هي الحقيقة العالمية لما هو فريد!!!”. كما قال ديدرو دينيس: “يمر الفرد، لكن النوع لا نهاية له، وهذا ما يبرر الإنسان الذي يستهلك (ويُنتج ودائم العطاء)”. الفن بطبيعته عالمي وليس له حدود. تجربة الفنان التشكيلي المغربي محمد الشاوي والفنانة التشكيلية البلجيكية أماندا فيريستيجن (Amanda VERSTEGEN) هي تجسيد للإصرار والإرادة القوية التي لا تقهر في المبادلات الفنية المعاصرة. علاقتهم لا تقتصر فقط على تبادل التقنيات الفنية، بل تمتد أيضًا إلى مشاركة المعرفة في الفن التشكيلي، من خلال استخدام إبداعاتهم المغربية والبلجيكية.
محمد الشاوي: فنان ذو موهبة تمزج بين الحلم والخيال
فنان تشكيلي مغربي معروف بمساهماته في مجال الفنون البصرية. عضو في المجموعة الفنية الدولية “Global Art Assistant” ببلجيكا. التحق على التوالي بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة بتطوان (المغرب) سنة 1971، لمدة ثلاث سنوات، والمدرسة العليا للفنون الجميلة بمدريد (إسبانيا) سنة 1974، لمدة أربع سنوات. بعد إتمام دراسته الأكاديمية، انضم إلى قسم الديكور في الإذاعة والتلفزة المغربية (RTM) سنة 1979. وابتداءا من سنة 1984، تفرغ الشاوي بالكامل لمنارسة الأعمال الفنية حسب الطلب للعديد من دور النشر، بما في ذلك تصميم أغلفة الكتب للكتاب والشعراء والباحثين، وإعداد الرسوم التوضيحية للكتب المدرسية… مسيرته فريدة وغير قابلة للتصنيف. يمارس الانطباعية، والتكعيبية، والتعبيرية، والتجريدية، والواقعية. إبداعاته لا تتوقف عن التحسن والتطور. طريقة اشتغاله أحيانًا انطلاقية وأحيانًا تدفقية تتميز بالحرفية والوضوح وتجمع بين التوتر والتفكير والتقدم، في سعي دائم للبحث عن الجودة، والنمو الدائم، والتقدم المستمر من خلال تنظيم معارض جديدة سواء في المغرب أو في بلجيكا أو في أماكن أخرى. حاليًا، تُعرض أعمال الشاوي في العديد من المجموعات من قبيل مجموعة أكاديمية المملكة المغربية، ومجموعة أوناسيس الأمريكية (onassis Kennedy ) ومجموعات أوروبية خاصة، مما يوضح تأثيره على عالم الفن.
أماندا فيرستيجن: التشكيلية التي تبدع بألوان زاهية تدعو إلى اكتشاف الطبيعة والانغماس في العواطف الإنسانية التعبيرية
فنانة تشكيلية بلجيكية، عصامية وشغوفة. استطاعت أن تفرض نفسها في عالم الفن. متزوجة وأم، كانت دائمًا ترتبط بعمق الإبداع والتعبير الفني. تلقت دروسًا في الفنون التشكيلية من طرف أساتذة أكاديمية لوكاس في أونفرس (بلجيكا)، وهي مرحلة حاسمة في تطورها الفني. في سنة 1995، بدأت في التشكيل والرسم، مما يمثل بداية مسيرة غنية بالألوان والعواطف. عملها الأول، الذي تناول أزمة الغابات، يُظهر دبًا صغيرًا، يرمز في ذات الوقت إلى ضعف الطبيعة وأهمية الحماية والمحافظة على البيئة. تعكس هذا الإبداع التزامها تجاه القضايا ذات الصلة والمعاصرة. على مر السنين، نظمت و/أو شاركت في العديد من المعارض الفردية والجماعية، خاصة في بلجيكا والمغرب. أعمالها تهتم بمواضيع متنوعة مثل الطبيعة المناظر الجميلة، الفرح، الحزن، والغضب… مما جعلها تحظى باعتراف متزايد في الوسط الفني. من الناحية التقنية، بدأت بالألوان المائية، قبل أن تتوجه نحو التجريدي والواقعي، التي تمارسه حتى اليوم. غالبًا ما تتأثر إبداعاتها بخيالها الموجه نحو البحث عن التناغم وشغفها بالألوان. الأحمر هو لونها المفضل، الأزرق الفاتح والأصفر الدافئ الذي يوحد الأشكال بشكل تجريدي. تدعو أعمالها إلى اكتشاف الطبيعة والانغماس في قوتها التعبيرية الصامتة التي تستخدم للتعبير عن مشاعر قوية من خيالها العميق.
في سنة 2020، فتحت رواقا في بلجيكا، وهو أفضل مشروع تبنته لمزاولة أنشطتها التشكيلية، لكنها اضطرت إلى إغلاقه بسبب تأثيرات COVID-19. على الرغم من هذه التحديات، لم يضعف روحها الإبداعية.
لقد تمكن كل من الفنانين التشكيليين محمد الشاوي وأماندا فيرستيجن من التميز بفضل مسيرتهما الفنية وأعمالهما، بالإضافة إلى التزامهما وإبداعهما تجاه الفن في المغرب وبلجيكا وباقي بلدان العالم. تستمر أعمالهما في إلهام وإسعاد الجمهور وعشاق الفن. إبداعهما حاضر حاليًا في الساحة الفنية المعاصرة.
عرفت سنوات 2023 و2024 تنظيم أربعة معارض من طرف هذا الثنائي في المغرب وبلجيكا، مما أتاح لهما استكشاف آفاق فنية جديدة، وغنى عملهما المتبادل وخلق أعمال تتردد صداها مع الجمهور.والعديد من المعارض مبرمجة بدءًا من 2025، السنة التي ستشهد تنظيم العديد من الأنشطة الفنية، والمشاركة في منصات فنية متعددة للمعارض البصرية لهذين الفنانين.