أكادير.. حجز 14 طنًا من مسكر “الماحيا” بجماعة الدراركة
هيئة تحرير دنا بريس
تمكنت عناصر الدرك الملكي من توجيه ضربة موجعة للخارجين عن القانون بجماعة الدراركة، من خلال عملية مداهمة ناجحة لمصنع سري لإنتاج خمور “الماحيا”. والتي أسفرت عن ضبط حوالي 14 طنًا من ماء الحياة، مخزنة في صهاريج وقنينات معدة للتوزيع في أكادير وضواحيها.
المصنع، الذي يقع بحي تدورات بجماعة الدراركة شرق مدينة أكادير، يتضمن تجهيزات متطورة، منها حوض بسعة مسبح، وصهاريج عمودية كبيرة لعملية التقطير، وأفران مخصصة للإنتاج.
يعود تاريخيا؛ ماء الحياة أو “الماحيا”، التي تُستخرج من التين بعد عصره وتخميره، إلى يهود المغرب في القرن الماضي، وكانت تُصنع داخل أسوار أحياء “الملاح”.
ويُستخدم في صناعة الماحيا التين المجفف المعروف بـ”الشريحة”، بشرط أن يكون من النوع الرديء وليس الجيد، حيث يتم تخزينه وتخميره في أماكن رطبة مثل براميل أو تحت الأرض حتى يصل إلى درجة التحلل، مما يسهل عملية العصر.
ويُلاحظ أن هذا المشروب ينتشر بشكل كبير في الأوساط والأحياء الفقيرة بسبب سهولة تصنيعه وتكلفته البسيطة. وللتمويه عن أعين رجال الدرك، عمد المشرفون على المصنع إلى الإدعاء بأن المكان مخصص لصناعة خلايا النحل، كما استخدموا مواد عطرية لحجب روائح “الماحيا”.
وبحسب مصادر أمنية، لاذ أفراد العصابة بالفرار إلى وجهة مجهولة، في حين تم تحديد هوية صاحب المصنع السري، وهو شخص يتحدر من مدينة مجاورة لأكادير، حيث تم إصدار مذكرة بحث في حقه.
ويواصل رجال الدرك والأجهزة الأمنية جهودهم لمحاربة تصنيع وتجارة “الماحيا”، إذ سبق أن شهدت مدينة تارودانت نهاية العام الماضي تفكيك مصنع سري مماثل ومصادرة 6000 لتر. وفي عمليات أخرى، تم ضبط كميات أكبر، منها مداهمة شهيرة أسفرت عن حجز 20 طنًا بجماعة بلفاع عام 2023.
جدير بالذكر أن هذه الجهود تضاعفت بعد الفاجعة التي شهدتها جماعة سيدي علال التازي بإقليم القنيطرة منتصف العام الماضي، حيث لقي عدد من المواطنين مصرعهم بسبب تناول “الماحيا”، وهي الحادثة التي هزت الرأي العام الوطني.