هاشتاغ “مانيش راضي” يبعثر أوراق تبون ويصدر قرارًا بالعفو عن السجناء في عيد المسيح
عثمان بنطالب: خبير في الشأن المغاربي ومدير أنباء إكسبريس
صدق الناشط الحقوقي الأمريكي “مارتن لوثر” أحد أبطال المقاومة السلمية في الستينيات، حينما قال: “لا يمكن أن يبقى الناس المقموعون على حالهم إلى الأبد.. إذ أن التوق للحرية يتجلى في نهاية المطاف”.
وأضاف مارتن: “الآن دعونا نبدأ.. الآن دعونا نـَنـْذُر أنفسَنا من جديد للنضال الطويل والمرير لكن الجميل من أجل عالم جديد”.
الخوف والرعب في قصر المرادية
بعد إطلاق الشعب الجزائري الحر هاشتاغ مانيش راضي، الذي تفاعل معه الجميع وأصبح عالميا، وأربك حسابات قصر المرادية.
النظام الجزائر أصبح خائفا بعدما قرر مئات الآلاف من أبناء الشعب الجزائري للخروج رسميًا يوم 01 يناير 2025، للتنديد والاطاحة بالنظام المسيطر والمطالبة بدولة مدنية ماشي عسكرية.
كما أن النظام الجزائري يعيش الرعب الكبير بعد سقوط نظام بشار الأسد، الذي قدم له الدعم وهو يلفظ آخر أنفاسه ضدا في تطلعات الشعب السوري الشقيق للحرية والكرامة.
النظام الجزائري يخشى الآن، أن يكون الدولة القادمة المستهدفة في إطار إعادة ترتيب البيت العربي وتنقيته من الأنظمة المشاكسة والدكتاتورية التي تساهم بشكل مباشر في عدم الاستقرار بشمال أفريقيا وبدول الساحل والصحراء، وكذلك في منطقة الشرق الأوسط من خلال خلق الفتنة والمشاكل المتعددة.
وجدير بالذكر، الجزائر هي الدولة الوحيدة من “دول الممانعة” وما يطلق عليه “محور الشر” الذي بقي في العالم العربي، والذي يتحالف مع طهران.
وتشير كذلك عدة التقارير، بأن هناك خطر كبير في المنطقة، وخصوصا في المتوسط ويعتبره المراقبون بأنه شبه حرب فعلية بدأت، بسبب نقل السلاح ومواد مشبوهة إلى الجزائر وبضبط إلى مدينة وهران في الصناعات النووية ومن الممكن أن تكون وجهتها إلى دول إفريقية أخرى، لهذا وفق نفس التقارير الدولية تدخل مجموعة من الدول الغريبة في الملف.
ومما يعقد الأمور وهو حادث اعتراض سفينة روسية، وتدميرها قبالة السواحل الجزائرية، يوم الثلاثاء الماضي، حيث كانت تنقل أسلحة قادمة من سوريا، وبحسب التقارير، كانت السفينة تحمل معدات عسكرية تم تمريرها من قبل المقاتلين، وكانت السفينة تحت المراقبة الأوكرانية وضمن العقوبات الأمريكية.
كما أن التحولات الكبرى الطارئة في المنطقة والخطيرة، قد ساهمت في زعزعة النظام العسكري.
بالإضافة إلى قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، التي ستكون حاسمة في عدة ملفات مفتعلة في شمال إفريقيا، وجنوب الصحراء.
لهذا تحاول السلطات الجزائرية، الهروب إلى الأمام وأن ترهب الشعب من خلال إطلاق، حملة اعتقالات واسعة وعشوائية في صفوف النشطاء، ورميهم في السجون، مثل سياسة النظام السوري السابق برئاسة الأسد “الهارب” لكن دون جدوى، حملة الهاشتاغ مزالت مستمرة و الحراك الشعبي الجزائري بدأت شرارته على أبواب قصر المرادية.
حيث قرر الشعب الخروج من جديد إلى الشارع الجزائري بشكل سلمي، للمطالبة بحقوقهم وبتأسيس دولة مدنية مبنية على المؤسسات، والإفراج عن معتقلي الرأي.
هاشتاغ مانيش راضي يبعثر الأوراق
كما أشرنا سابقا، شكل هاشتاغ مانيش راضي، ضغطا كبيراً وبعثر أوراق تبون، وأصبح النظام العسكري في ورطة وعلى المحك وقد يلفظ أنفاسه في أي لحظة.
في سيناريو مكشوف خرج علينا تبون وهو مرعوب قائلا: “لا يمكن افتراس الجزائر عبر هاشتاغ” كرد على حملة “مارانيش راضي”.
للإشارة، الجزائر الآن بشكل جدي أمام منعرج كبير وتحديات في مواجهة الأزمات الحالية والمستقبلية.
والغريب في الأمر بين ليلة وضحاها، تغييرت سياسة الجزائر، حيث اعتبر عبد المجيد تبون قائلا، بأنه “آن الأوان لمراجعة قانوني البلدية والولاية، لبناء مؤسسات ديموقراطية وليست ديماغوجية”، مضيفا “سنحمي هذا البلد الذي يسري في عروق شعبه دماء الشهداء، فلا يظُنّنَ أحد أن الجزائر يُمكن افتراسها بهاشتاغ”.
وفي ظل انتصارات، هاشتاغ مانيش راضي، أصدر تبون قرارت العفو عن السجناء المعتقلين تزامنا مع عيد المسيح وليس في مناسبة إسلامية، وهذا راجع إلى تدارك الوضع.
قرّر عبد المجيد تبون، وفق بيان رئاسي بالعفو على 2471 محبوسا مساء أمس الأربعاء 25 ديسمبر 2024، مع احتفال الكنائس المسيحية بميلاد يسوع.
تبون المنهار، أصبح خائفا ومرعوب، وعرش المخابرات الجزائرية مهزوز، والشعب الجزائري أصبح لا يبالي هدفه الوحيد هو إزالة النظام العسكري الديكتاتوري.
فقد كانت هناك دعوات سابقة عديدة للحوار الوطني، لكن تبون وحكومته اعتمدوا بشكل أساسي على سياسة القمع، بدلاً من الاستجابة للمطالب الشعبية بالحوار والانفتاح وحل المشكلات الاجتماعية.
فبعد القمع وإسكات الأصوات الحرة المعارضة، تبنى تبون وعصابته نهجًا تصعيديًا في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية المتزايدة، بسبب الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة من طرف النظام العسكري، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي المتدهور وغياب الإصلاحات الحقيقية.
لكن الآن عبد المجيد تبون، يستسلم أمام الضغط الشعبي، وأمام التنديد المستمر، ويحاول أن يمتص غضب الشارع بأي طريقة، هاشتاغ مانيش راضي، بدأ يحقق أهدافه النبيلة في وجه الطغاة والطغمة العسكرية.
النظام العسكري الجزائري اختار سياسة الانبطاح لعتق رقبته، هناك عدة تساؤلات تطرح.. أين هي عجرفته خلال السنوات الأخيرة !؟ أين هي القوة الضاربة !؟ أين هو ثالث اقتصاد عالمي !؟ وهل ما يقوم به سيجنّبه مآل محتوم وهو الاختفاء نهائياً من المشهد السياسي الجزائري ؟؟.
سياسة النظام الجزائري وعجرفته المفرطة لم تعد تطاق من طرف المنتظم الدولي، وخصوصا من طرف الشعب الجزائري التواق للحرية والعيش الكريم.