الفيفا.. فوز فينيسيوس بجائزة “الأفضل” يثير المقارنة بين اللاعبين
دنا بريس – كريم محمد الجمال
جاء إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم عن فوز البرازيلي فينيسيوس جونيور بجائزه أفضل لاعب في العالم لعام 2024 فاتحا الباب من جديد للجدال حول الأفضل الأجدر بالفوز بالجوائز سواء من الفيفا او الفرانس فوتبول ، وعن مدى قيمة الجوائز ومدى مصداقيتها وموضوعياتها في التقييم.
اعتاد جمهور وخبراء كرة القدم على التصويت واختيار اللاعبين أصحاب المهارات العالية الذين يلعبون في مراكز هجومية حيث يكون لهم التأثير الكبير في صناعة الفارق وإحراز الاهداف والفوز لفرقهم، ولكن مع تطور كرة القدم أصبحت الخطط اكثر تنظيما والعمل اكثر جماعية، وتتدخل عوامل بدنية مثل القوة والسرعة واللياقة في تجهيز اللاعب ورفع مستوى كفاءته وآداءه، ولذلك فلابد أن يختلف تقييم اللاعبين أصحاب الاداء العالي وبالتالي النظر في أولوية منحهم الجوائز تبعا لدور كل منهم وتأثيره مع الفريق.
فاز رودري لاعب المنتخب الاسباني ومانشستر سيتي بالكرة الذهبية، ولكنها أصبحت غير رسمية بعد انفصالها عن الفيفا، وقد شاب الكرة الذهبية العديد من المجاملات في الأعوام الماضية بعد فوز ميسي بها مرتين بعد كأس العالم ولم يقدم اي شيء وخرج من اللعب في المستوى الاوروبي إلى الدوري الامريكي ضعيف المستوى مقارنة بالدوريات الأوروبية.
ومن جهة أخرى في حفل الفرنس فوتبول كان الجميع ينظرون الى فينيسيوس على انه الاقرب للفوز فاللاعب يقوم باداء مذهل مع ريال مدريد والفريق فاز بدوري الابطال، الا ان أسباباً انضباطية قد دفعت الجائزة للاعب الاسباني المهم مع فريقه والمنتخب “رودري” في الفوز بالدوري الانجليزي وكأس الأمم الأوروبية.
وبمقارنة مانشستر سيتي وأدائه في وجود رودري وبعد اصابته، وعدد المباريات الكبير الذي لم ينجح فيه السيتي في الفوز مع رقم قياسي كارثي للمدرب بيب جوارديولا في اكبر سلسلة عدم انتصار في تاريخه تجعل قيمة رودري كلاعب في وسط الميدان تظهر بسبب الأخطاء الدفاعية الفادحة وسوء التخطيط وسوء التنظيم وسوء التغطية والاخطاء في التمرير التي ارتكبها لاعبو السيتي. هنا تظهر قيمه رودري كلاعب جماعي لا يتميز بالمهارات العاليه مثل فينيسيوس ولكن من دونه ينهار فريق كبير وفريق بطل كان يكتسح الاخضر واليابس في الدوري الانجليزي وعلى المستوى الاوروبي، ولذلك فإن رودري على المستوى الجماعي أفضل من فينسيسوس.
وقد يرى البعض أن توجيه جائزة الفيفا للبرازيلي على اعتبار الاداء الكبير الذي يقدمه، فهو الاعلى مهارة رغم وجود نجوم في الفريق من اصحاب المهارات العالية والاداء الكبير مثل بيلنجهام ومؤخرا كيليان امبابي. ولكن لا غنى للفريق عن فينيسيوس فيمكنه صناعه الاهداف ويمكنه التمرير والتسجيل كما انه يقوم بادوار دفاعية ويتميز بالسرعه والقوه البدنية ولازال يحافظ على نفس مستواه البدني وساهم في احراز عديد الالقاب للفريق. وفي أوقات كثيرة يكون الفريق خارج مستواه المعهود وياتي الحل الفردي عن طريق الساحر البرازيلي.
سيظل الجدال حول الافضل في العالم مستمر بعد نهايه الحقبة الثنائيه بين ميسي ورونالدو. مع ظهور أسماء بارغ بارزه مثل ليفاندوفسكي ومحمد صلاح واشرف حكيمي ومؤخرا ايرلينج هالاند وامبابي، ولكن هذا العام نجح فينيسيوس في الفوز بجائزة الفيفا. وان كان هذا لا يقلل من اهميه لاعب مثل رودري، وقد برر البعض عدم استحقاقه للقب الأفضل بأنه لم يكن نجما بارزا في تتويج اسبانيا لانها تعتمد على اللعب الجماعي وليس هناك نجم بارز في الفريق مثل السنوات الماضية.