الرائدة في صحافة الموبايل

هذه قصة صاروخ “كايروس-2” الياباني الخاص!

أحلام فضائية تتبخر! هذه قصة صاروخ “كايروس-2” الياباني الخاص، والذي كان من المفترض أن يشكل لحظة تاريخية في مسار إطلاق الأقمار الصناعية الخاصة في اليابان. ورغم انطلاقه بنجاح يوم الأربعاء من منصة الإطلاق في جبال شبه جزيرة كيي، إلا أن الحلم لم يكتمل، حيث فشلت المهمة في وضع الأقمار الصناعية الخمسة في المدار المطلوب بعد انفصال المرحلة الأولى.

تأتي هذه الحادثة في سياق جهود اليابان للانضمام إلى نادي الفضاء الخاص الذي تقوده شركات مثل “سبيس إكس”. فهل هذه الإخفاقات على علاتها خطوة نحو تحقيق إنجازات فضائية أكبر، أم أنها مؤشر عن إخفاق التجربة اليابانية؟

الحادثة، لم تكن مفاجأة كاملة، فقد تأجلت عملية الإطلاق عدة مرات منذ مارس الماضي، حيث شهدت المحاولة الأولى انفجار الصاروخ بعد ثوانٍ من الإطلاق. كما أظهرت اللقطات التي بثتها وسائل الإعلام مشاهد للصاروخ وهو يتحطم مخلفًا سحبًا رمادية من الدخان وشظايا متناثرة.

وهنا يبرز السؤال الأهم: كيف يمكن أن توازن الشركات الخاصة بين السعي لتحقيق إنجازات فضائية كبرى والحد من مخاطر الفشل التي قد تؤثر على مصداقيتها مستقبلا؟ وهل يمكن لليابان أن تستفيد من هذه التجربة لتصنع بصمتها في سباق الفضاء العالمي؟

لطالما كانت اليابان رمزًا للتقدم التكنولوجي، ولم يكن مجال الفضاء استثناءً. فمنذ أولى خطواتها في هذا المجال، اتسمت التجربة اليابانية بالطموح الكبير والابتكار المستمر. حيث بدأت القصة عام 1955 بإطلاق صاروخ صغير بطول 30 سم فقط في إطار مشروع بحثي قادته جامعة طوكيو. ورغم بساطة البداية، وضعت هذه التجربة اللبنة لتأسيس الهيئة الوطنية لتطوير الفضاء عام 1969. وفي عام 1970، دخلت اليابان التاريخ بإطلاق قمرها الصناعي الأول “أوسومي”، لتصبح رابع دولة تصل إلى الفضاء بعد الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وفرنسا.

وتميزت الاستراتيجية الفضائية اليابانية بالتركيز على تطوير الأقمار الصناعية المخصصة للأغراض العلمية والاتصالات والمراقبة. فمن الأقمار المتخصصة بدراسة الأرض والمناخ إلى مركبات استكشاف الفضاء الخارجي، مثل “هايابوسا”، التي حققت إنجازًا عالميًا غير مسبوق بجلب عينات من كويكبات إلى الأرض، ظلت اليابان تسعى لتحقيق التفوق في هذا المجال. كما استثمرت جهودًا كبيرة في تطوير صواريخ إطلاق متقدمة مثل سلسلة H-II وH3، التي أصبحت حجر الزاوية في برنامجها الفضائي.

هذا وأن العقدين الأخيرين شهدا تحولًا ملحوظًا في التجربة اليابانية، حيث فتحت الحكومة الباب أمام القطاع الخاص للدخول إلى مضمار الفضاء. ومع إطلاق صاروخ “كايروس-2” في محاولة لتثبيت أقمار صناعية في المدار، بدت اليابان عازمة على تعزيز دور شركاتها في سباق الفضاء العالمي. ورغم فشل المهمة الأخير الذي لم يكن خاليًا من المخاطر التقنية، تمثل هذه التجارب خطوة نحو ترسيخ مكانة القطاع الخاص في دعم اقتصاد الفضاء.

علاقة بالموضوع، تواجه اليابان تحديات جمة في مسيرتها الفضائية. فمن التكاليف الباهظة إلى المنافسة الشرسة مع قوى صاعدة مثل الصين والهند، يبدو الحفاظ على التميز مهمة شاقة. كما أن الحوادث المتكررة، كفشل إطلاق الصواريخ أو تعطل الأقمار الصناعية، تبرز المخاطر التي تهدد هذه الطموحات. ومع ذلك، فإن التجربة اليابانية لم تتوقف عند حدود الأخطاء، بل ظلت تتبنى نهجًا قائمًا على التعلم والتحسين.

يُشار إلى أن الخطط المستقبلية لليابان تتضمن تطوير صواريخ أكثر كفاءة وأقل تكلفة، وتعزيز التعاون الدولي مع وكالات كبرى مثل “ناسا” و”وكالة الفضاء الأوروبية”، إضافة إلى توسيع دور القطاع الخاص واستكشاف القمر والمريخ. هذه الطموحات تضع اليابان أمام تحديات وفرص جديدة، فهل ستنجح في تجاوز العقبات لتصبح في طليعة قادة الفضاء خلال العقود القادمة؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد