دانييل كوفاليك.. الأيادي الخفية التي دفعت الأزمة السورية نحو سيناريوهات كارثية؟!
هيئة تحرير دنا بريس
في خضم الأزمات المتشابكة التي تعصف بسوريا، تعود التساؤلات حول الدور الغربي والإسرائيلي في تعميق معاناة الشعب السوري وتحويل البلاد إلى ساحة صراعات دولية وإقليمية. تصريحات حديثة أدلى بها دانييل كوفاليك، الأستاذ الجامعي والمحلل المختص بشؤون الشرق الأوسط، أزاحت الستار عن الأيادي الخفية التي دفعت الأزمة السورية نحو سيناريوهات كارثية منذ اندلاعها في عام 2011.
وحسب تصريح ل كوفاليك، توصل به موقع دنا بريس، أن ما بدأ كاحتجاجات شعبية سرعان ما تم استغلاله من قبل الغرب، الذي وجه هذا الحراك نحو حرب داخلية مدمرة وحرب بالوكالة. الدعم العسكري والمالي السخي الذي قدمته الولايات المتحدة وحلفاؤها للجماعات المسلحة لم يكن سوى وسيلة لإسقاط النظام السوري وإضعاف الدولة. ومع تصاعد الصراع، جاءت العقوبات الاقتصادية لتضيف مزيدًا من المعاناة للشعب السوري، في وقت كان يُنهب فيه النفط والقمح السوري تحت أعين العالم.
وعلاقة بالموضوع، أشار كوفاليك إلى التدخلات الإسرائيلية المستمرة، التي تهدف إلى استغلال الوضع المضطرب لتعزيز نفوذها وتوسيع مصالحها في المنطقة. هذا التدخل السافر يعكس استراتيجية إسرائيلية طويلة الأمد لإضعاف سوريا وضمان بقائها في حالة من التشرذم.
ما يجري في سوريا اليوم ليس مجرد أزمة داخلية، يضيف كوفاليك، بل هو انعكاس لصراع أوسع تُحركه مصالح القوى الكبرى. استمرار التدخلات الأجنبية، إلى جانب الأوضاع الاقتصادية المتردية، مما يضع مستقبل سوريا على المحك، مع تفاقم خطر التطرف وتزايد احتمال تقسيم البلاد.
هذا وأن مواجهة هذه التداعيات تتطلب تحركًا إقليميًا ودوليًا عاجلًا يهدف إلى إنهاء التدخلات الخارجية، رفع العقوبات الخانقة، وحماية وحدة الأراضي السورية. وأي تأخير في هذا المسار سيجعل من سوريا بؤرة لأزمات جديدة تهدد استقرار المنطقة وأمنها لسنوات قادمة، يؤكد الخبير في شؤون الشرق الأوسط.
يشار أن دانييل كوفاليك، محلل بارز في شؤون الشرق الأوسط، يُعرف بانتقاده اللاذع للسياسات الخارجية الغربية ودورها في تأجيج الأزمات العالمية. حاصل على شهادة القانون من جامعة بيتسبرغ، عمل محاميًا متخصصًا في الدفاع عن حقوق الإنسان، حيث ركز على فضح التدخلات الأمريكية والغربية التي ألحقت أضرارًا جسيمة بالدول النامية، خصوصًا في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. وله العديد من الكتب التي تناقش التدخلات العسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة، من بينها “The Plot to Control the World” و“The Plot to Overthrow Venezuela”.
هذا ويُعد كوفاليك من أبرز الأصوات المدافعة عن سيادة الدول وحقها في تقرير مصيرها بعيدًا عن التدخلات الخارجية، ويمثل مرجعًا مهمًا لتحليل أبعاد الصراعات الدولية بجرأة وموضوعية. وأما الأزمة السورية فيعتبرها مثالا صارخا لاستراتيجية غربية تستهدف زعزعة استقرار المنطقة لتحقيق مصالح جيوسياسية غلى خساب معاناة الشعب السوري.