الرائدة في صحافة الموبايل

عاصمة “البندق” مهددة بتغيّر المناخ

تسيطر تركيا على ما يزيد عن 72 في المئة من الإنتاج العالمي للبندق، حيث تشتهر مدينة غيرسون القديمة الواقعة على سفوح سلسلة جبال بونتيك المطلة على البحر الأسود في شمال شرقي تركيا بزراعة البندق.

وعلى الرغم من أن صناعة البندق في تركيا لا تزال مزدهرة، إلا أن هناك مشاكل تلوح في الأفق، كما هو الحال في العديد من المناطق في شتى أرجاء العالم، لا سيما وأن قدرة البلاد على زراعة أشجار وشجيرات البندق مهددة بالعوامل البيئية، إذ يؤثر تغير المناخ على المحصول مما يؤدي إلى المزيد من الرطوبة وانتشار الآفات، وكلاهما قد يعرقل نمو نباتات البندق ويقتلها، بحسب تقرير ل “بي بي سي عربي”.

وتقول سيبات أوزمان سوليفان، عالمة في مجال وقاية النبات ومزارعة للبندق في مدينة غيرسون: “(بسبب تغير المناخ) انتشرت آفات جديدة خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية”.

وتضيف: “إنها مشكلة كبيرة ويجب مكافحتها لأنها تتغذى على العديد من النباتات. كما أن الرطوبة العالية تؤدي إلى ظهور مرض العفن”، موضحة أن البندق يزدهر عادة في الظروف المناخية الأكثر جفافا.

وتخشى أوزمان سوليفان من أن تكون المساعي المحلية للحد من انتشار الآفات أكثر ضررا من نفعها، وتقول: “يستخدم الناس المبيدات الحشرية (ولكن)… هذا ليس جيدا لأن هناك العديد من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في التربة وعلينا أن نبقيها على قيد الحياة”.

جدير بالذكر أن تقليد زراعة البندق في هذه المنطقة يعود إلى آلاف السنين، إذ تحدث المؤرخ اليوناني هيرودوت، الملقب بـ “أبو التاريخ” في اليونان القديمة، عن وفرة البندق في المنطقة المعروفة حاليا باسم “تركيا” في القرن الخامس قبل الميلاد. ومنذ عام 1400 ميلاديا، تستورد أوروبا ودول غيرها البندق من غيرسون ومنطقة البحر الأسود الشرقية المحيطة بها إلى أوروبا وخارجها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد