الرائدة في صحافة الموبايل

وثائق بريطانية تكشف استخدام الحكومة السعودية للمشاعر الدينية لتحقيق أهدافها السياسية

كشف تقرير حديث لبي بي سي عن وثائق بريطانية، كانت محجوبة وتم الإعلان عنها، عن أن بريطانيا مارست ضغوطاً على الحكومة السعودية لاتخاذ خطوات للانفتاح والإصلاح السياسي والعدول عن سياسة القمع في تعاملها مع أنصار الصحوة الإسلامية التي تصاعدت في المملكة خلال ثمانينيات القرن الماضي.

وذكرت وثائق لوزارة الخارجية البريطانية أن الوضع الداخلي المتوتر في السعودية في ذلك الوقت كان موضع نقاش بين البلدين على أعلى مستويات المسؤولين، بمن فيهم العاهل السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز ورئيس الحكومة البريطانية السابق جون ميجور.

وتشير الوثائق، التي اطلع عليها مراسل بي بي سي، إلى أن التقييم البريطاني خلص إلى أن مواجهة التطرف في المملكة يقتضي علاج أسباب المشكلة الرئيسية التي تشمل، من وجهة نظرهم؛ الفساد والاستبداد وأسلوب الحكم.

وينظر الباحثون في شؤون الإسلام السياسي والجماعات الإسلامية لمصطلح “الصحوة” باعتبار الصحوة ليست جماعة، ولكنها تيار له أدوات وأيدلوجيات معقدة، لا تقتصر ولا تنحصر على بلد إسلامي أو عربي دون الآخر.

ويعتبر البعض أن أسس الصحوة كانت مع قيام الثورة الإيرانية على يد الخميني، فيما ذهب البعض بعيداً إلى جماعة الإخوان المسلمين في مصر مع حسن البنا المؤسس أو المنظر الثاني سيد قطب، والبعض الآخر من الباحثين اعتبر أن السعودية نفسها دعمت الفكر الوهابي الذي زاد الإنفاق عليه من أموال البترودولار.

وبنظرة الفاحص سنجد أن الصحوة جاءت نتيجة تحالف ودعم السعودية لبعض عناصر الإخوان المسلمين الذين خرجوا من مصر في الخمسينيات والستينيات، فتشبعت أفكار الإخوان الباحثة عن إقامة دولة لهم يحكمون فيها العالم الإسلامي مع الوهابية المتشددة، وذلك لمواجهة التيار القومي العربي والحكومات الوطنية.

ولا تكتمل الصورة إلا بوضع إطارين، الأول خرج من عباءة الإخوان وهو الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد والتكفير والهجرة وغيرها وهي جماعات قطبية، نسبة لسيد قطب، وليست بنائية نسبة للمؤسس حسن البنا، ولما اختلطت هذه الأفكار خرجت إلينا السلفية الجهادية، التي تطورت لاحقا وصارت القاعدة، والسرورية، وهم إخوان الحزبية وهابية الفكر والعقيدة، وهذه هي الصحوة التي يقصدها المقال وتتحدث عنها وثائق بي بي سي.

وهناك الإطار الآخر وهو الإطار الإيراني بامتداده وتنوعه، وهو يعادي الأطر الأخرى وأحياناً يكون على وفاق معها، فأدبيات سيد قطب والبنا لها احترام وثقل كبير في الكتابات الثورية الإيرانية، ولكن تعادي طبعا القاعدة وأخواتها.

ويمكن ضرب المثال على استغلال المشاعر الدينية في السعودية في أكثر من مثال أولها كان ضد الدولة العثمانية قبل تأسيس المملكة، ثم ضد مصر والدول القومية مثل ما حدث في اليمن، وضد الاتحاد السوفيتي مثل أفغانستان، وحدث ضد المملكة مثل حادثة جهيمان في الحرم المكي أو حصار الكعبة وهو هجوم مسلح وحصار للحرم المكي نفذته جماعة مسلحة في 1 محرم 1400 الموافق 20 نوفمبر 1979، حين استولى أكثر من 200 مسلح على الحرم المكي، مدعين ظهور المهدي المنتظر.

وحديثا تتوجه المملكة للتخلص من كل هذه التبعات والأعباء، وصارت الصحوة من خارج المملكة ضد حكامها، بالأخص مع اعتقال عدد كبير من الدعاة والعلماء المتأثرين بها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد