“تكنولوجيا التعليم.. نقلة نوعية في تدريس اللغة الأمازيغية”
دنا بريس
في ظل التطور السريع للتكنولوجيا والثورة التي أحدثتها في حياتنا اليومية، لم يبقَ المجال التعليمي بلا تأثير. فقد ازدادت أهمية استخدام التكنولوجيا في الدروس لتحسين تجربة التعلم وتعزيز فعالية العملية التعليمية. وفي هذا السياق، أُقيم يوم دراسي حول تدريس اللغة الأمازيغية في منظومة التربية والتكوين، حيث تم استعراض أهمية واستخدام التكنولوجيا في هذا المجال.
بحضور السيد شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والسيد أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، تم افتتاح اليوم الدراسي الذي تمحور حول “تدريس اللغة الأمازيغية في منظومة التربية والتكوين: جدلية التعميم والتجويد”. وقد تم خلال هذا الافتتاح استعراض الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية لتعزيز تدريس اللغة الأمازيغية وتعميمها في المدارس، بالإضافة إلى تعزيز تواجدها في الأنشطة المدرسية وتعزيز التواصل بين المعلمين تلاميذ في مرحلة التعليم الأولي.
وفي إحاطة المؤتمر، ألقى الأستاذ نور الدين كنوي، أحد المُتحدثين البارزين والرائدين في مجال استخدام التكنولوجيا في التعليم، مداخلة قيمة أكد فيها على أهمية استغلال التكنولوجيا في الدروس وتحقيق تطور كبير في تعليم اللغة الأمازيغية.
وفي مداخلته، ألقى الضوء على الفوائد الجمة التي تأتي مع استخدام التكنولوجيا في تدريس اللغة الأمازيغية. حيث أوضح أن التكنولوجيا توفر فرصًا لا حصر لها لتحسين تفاعل التلاميذ مع المحتوى التعليمي، وتعزيز مهاراتهم اللغوية والاستيعابية. كما تساهم في إيجاد بيئة تعليمية ديناميكية وشيقة، تجذب انتباه التلاميذ وتحفزهم على المشاركة الفاعلة في عملية التعلم.
وفي هذا السياق، فقد أشار الأستاذ نور الدين كنوي إلى أنه يمكن استخدام العديد من الأدوات والتطبيقات الحديثة لتعزيز تعلم اللغة. على سبيل المثال، يمكن استخدام الوسائط المتعددة مثل الصوت والصورة والفيديو لتوضيح المفاهيم وتعزيز فهم التلاميذ. كما يمكن استخدام التطبيقات اللغوية الذكية والمنصات التعليمية عبر الإنترنت لتوفير مصادر تعليمية متنوعة ومتاحة بسهولة.
علاوة على ذلك، يمكن للتكنولوجيا أن تساهم في تعزيز التواصل والتفاعل بين المعلم والتلاميذ، وبين التلاميذ أنفسهم. فمن خلال استخدام الشبكات الاجتماعية التعليمية ومنصات التعلم الجماعي، يمكن للتلاميذ التواصل والمناقشة ومشاركة الأفكار والمشاريع. هذا يعزز التعاون والتفاعل الاجتماعي، ويساعد التلاميذ على بناء مهارات التواصل والعمل الجماعي.
ومع استمرار تطور التكنولوجيا، يوجد العديد من الابتكارات المستقبلية التي يمكن أن تسهم في تطوير تدريس اللغة الأمازيغية. على سبيل المثال، يمكن أن تتضمن تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي التي توفر تجارب تعليمية مفعمة بالواقعية والتفاعلية. كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات تعلم الآلة لتطوير تطبيقات تعليمية مخصصة وفقًا لاحتياجات ومستوى التلاميذ.
في الختام، يمكن القول إن استخدام التكنولوجيا في تدريس اللغة الأمازيغية يمثل نقلة نوعية في عملية التعلم وتعزيز التواصل وتفاعل التلاميذ. وباستمرار تطور التكنولوجيا، يتوقع أن يزداد دورها وأهميتها في تحقيق تعليم أكثر تفاعلية ومشوقة، وتعزيز الحفاظ على اللغة والثقافة الأمازيغية في منظومة التربية والتكوين.