الرائدة في صحافة الموبايل

إحساس!

لا يوجد رجل بحياتها، تعيش وحيدة كئيبة تعيسة، لم تعد تفرق معها الأحاسيس، فقط؛ هو إحساس واحد تدركه جيدا، إحساس الوحدة القاهر والقاتل، إلا أن روحها زاوجت روحا أخرى في العدم.. تتصرف وكأنها مرتبطة، بل وفية له حد اللحد، لا تخون العهد الذي وضعته بينها وبين السماء وقطعته على تقسها على أنه حبيبها الأول والأخير وستخلص له، إنها تعيش له ومن أجله تعيش.

بل؛ لقد ذهبت بعيدا، بهواجسها البلهاء من مجرد افكار تراودها إلى وقائع، إنها تشتري القطع التي يشتهيها لتكون له وليلى ليلاه، جميلة، فاتنة.. تكتنزها في العلية، كما اكتنزت العبق والشبق، لا أحد يراها سواها، ولا أحد يكشف بلواها، هي؛ فقط، من تتفقدها بين الفينة والأخرى حين لا يكون أحد معها، حتى لا تصير أضحوكة وعلى الألسنة أويقال أنها جنت.

تتفقد كل الأقمشة والألبسة الجميلة، ومنها المتبرجة والعارية والكاشفة، المزركشة والمبهرجة، تتفقد أدوات الزينة والأكسسوارات والقطع الجميلة والتبانات الماجنة وحمالات الصدر وقمصان النوم والتنورات القصيرة المفتوحة على السيقان والافخاد، اشترتها لتلبسها له.

من هذا اللعين؟! عليه اللعنة إلى يوم الدين؛ من هذا الذي يشغل بالها، هل هو قديس أم إبليس تلبس بها، هل هو جان مارد أم جن عاشق أم قرين لازمها، أم لا هذا ولا ذاك! فلا يعدو أن يكون مجرد فكرة راودتها، فارس أحلام ضيعتها، تشاكسه وربما شاكسها وشاكس أحلامها الصبية، يراودها حينا ويراوغها حينا آخر.

هي ليست مجنونة ابدا! هي عاقله جدا! وتعلم أنها تعانق السراب الذي على غير العادة يظهر في سكون الليل لا في واضحة النهار، إنه أماني دفينة، رغبة منتحرة، وربما هو حلم مستحيل، ولعله بصيص أمل، نورس مفقود، الفانوس الذي قد لا ينير والشعاع الذي لا يضئ، تلاحقه حتى لا تموت وتموت فيها كل الأشياء، تلاحقه حتى لا تتلاشى، لأنها تعلم أن في اللحاق ومحاولة اللحاق حياة لها. تلاحقه وربما تلاحق الأنثى فيها والتي لا زالت في المرايا تراها كاملة الأوصاف.. تلاحقه حتى تحيى حلمها دون أن تحياه، لما لا؟!
أليس من حقها الحلم؟! أليس من حقها الإحساس؟!

الناس أشرار والعالم شرير جدا، تخفي عنهم أحلامها في التابوت، تخشى أن ينكروا عليها الحلم، وقد يتهمونها بالعهر، أو أقله بالحمق والسفه، لذلك فهي لا تبوح، تفضل الصمت، تروم العزلة، تركن لآخر زاوية في بيت أحلامها  الصغير والناعم والدافئ، عند آخر محطة، في لحظه يكون فيها الناس نيام والشمس غابت، تذهب للعلية وتصطاد من الأثواب ما تشاء اعتقادا منها أنها هي من يريد ويحب أن يراها على جسدها الناعم، الشبق،.. في تلك الليلة تنسج قصة وردية، تعد سرير المتعة، وتضع أسطوانة حب، طاولة عشاء غاية في الرقة والأنس، تضئ كل الشموع وتنثر كل الزهور.. كل شئ هناك إلا هو!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد