الرائدة في صحافة الموبايل

محمد الخامس موعد مع القدر!

وقف جلالة المغفور له الملك محمد الخامس في الأمم المتحدة عام 1957 ليلقي خطاباً أمام العالم يدافع فيه عن حق الشعب الجزائري في الثورة والتحرير.

وقف ليعلن كلمة الشعب المغربي أمام العالم متحدياً الإرادة الفرنسية والغربية، ومتضامناً مع البلد الجار الذي فتح له أراضي المغرب يتدرب فيها المجاهدون الجزائريون، ويتخذوا منها معسكرات لهم لمقاومة المستعمر.

ولم يتوقف دعم الملك الراحل عند هذا الحد بل فتح المغرب أراضيه أمام النازحين من الجزائر، كما أعطى أوامره السامية، أنه لا فرق بين مغربي وجزائري، وطالب بمعاملة الجميع بسواسية أمام السلطات.

كما شجع الراحل شعبه على التضامن مع الجزائريين ودعم ثورتهم ومآزرتهم في نضالهم ضد المستعمر، فما كان من الشعب المغربي إلا أن قدم كل ما يستطيع حتى اقتسام اللقمة مع أشقائهم وجيرانهم الذين يناضلون ويجاهدون لإخراج المحتل الغاشم.

اجتمع الملك المغفور له مع قيادة الثورة الجزائرية في مدريد سنه 1957 وأعلن دعمه للثورة الجزائرية بالمال والسلاح.

كما كان للملك رؤية وحدوية مغاربية حيث أراد تحقيق اتحادا مغاربيا شمال إفريقي مع تونس التي كان يتعاون مع رئيسها الحبيب بورقيبه في هذا الوقت ومع قيادات الثورة الجزائرية حتى يتم الاتحاد المغربي بعد الاستقلال.

وظل الملك وفيا لقضايا أمته العربية والإسلامية، وكانت لجان التنسيق لدعم العمل الجزائري المسلح في القاهرة بالتعاون مع الحكومة المصرية لتوفير كل السبل لتحقيق الاستقلال وتوفير الدعم المصري والمغربي للثورة.

وقد.مان لهذا الموقف الجبار ثمن، فقد عانى المغرب والملك الراحل الذي عاند الاحتلال وناضل ضده حتى اضطر الاحتلال لنفيه خارج المغرب قبل أن يعود بفعل الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية ليعتلي عرشه من جديد، وكذلك عانت مصر خلال العدوان الثلاثي عام 56 من العطرية الفرنسية بسبب دعمها لثوار الجزائر.

ويوثق المؤرخون شهادات من الجزائريين الذين عاشوا في المغرب في فتره الراحل محمد الخامس الذي عرف عنه حب الخير ليس في المغرب فقط بل على مستوى الأمه العربية، وكيف كان الاستقبال الرسمي والشعبي المغربي للجزائريين أثناء ثورتهم المجيدة.

كما يذكر التاريخ كيف كان الدعم الكبير من المغفور له طوال هذه الفترة وحتى رحيله عام 1961 مخلفا سيرة عطرة وسلوكا محمودا في الوحدة والتضحية والأخوة المغاربية والعربية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد