الرائدة في صحافة الموبايل

ارتفاع أسعار زيت الزيتون بالمغرب للعام الثاني على التوالي: الأسباب والتحديات

نادية الصبار – دنا بريس

شهدت أسعار زيت الزيتون في المملكة المغربية ارتفاعًا ملحوظًا للعام الثاني على التوالي، مما أثار قلق المهتمين والمستهلكين. ويعزى هذا الارتفاع لضعف إنتاج الزيتون والتقلبات المناخية الأخيرة، مما أضاف تحديات إضافية لقطاع الزراعة وصناعة زيت الزيتون في المغرب.

زيت الزيتون: فوائد وقيمة غذائية لا تُقدر بثمن

زيت الزيتون عنصر أساسي في النظام الغذائي لدول البحر الأبيض المتوسط وقد تم استخدامه منذ أقدم العصور، يتميز بنكهته الفريدة وله استعمالات عدة، كما أنه مكون رئيسي في الطبخ.

زيت الزيتون ليس فقط مكونًا أساسيًا في الطهي بل أيضًا مصدرًا هامًا لقيمته الغذائية وفوائده الصحية. إذ يشكل جزءًا لا يتجزأ من نمط الحياة الصحي لسكان المناطق المشمسة.

فهو؛ أي، زيت الزيتون، ليس مجرد زيت غذائي بل هو جزء من الهوية والثقافة والاقتصاد لدول البحر الأبيض المتوسط. كما يمثل رمزًا للصحة والتوازن والتراث الغذائي والرفاه الاجتماعي. يجمع بين اللذة والفائدة الصحية والاقتصادية، مما يجعله كنزًا لهذه الدول الرائعة.

ولا يستثنى من ذلك المغرب، فلسكانه علاقة لا مثيل لها بين باقي دول العالم والمتمثلة في الزراعة والتقاليد الغذائية والاقتصادية للمملكة.

فلأهل المغرب علاقة بزيت الزيتون تجمع بين الجوانب الزراعية والثقافية والاقتصادية. كما انها تساهم في تنمية الاقتصاد المغربي وتعزز من التراث الغذائي والثقافي للبلاد.

إلا ان المغرب قد عرف تراجعا كبيرا في إنتاج الزيتون، مما ادى إلى ارتفاع صاروخي لسعر الزيتون، وتباعا لسعر زيت الزيتون، بل بات من القضايا التي تواجه القطاع الزراعي في المملكة.

وهذه القضايا يمكن تفسيرها من خلال عدة عوامل:

1- ضعف الإنتاج: تأثرت محاصيل الزيتون في المغرب بسوء الإنتاج للعام الثاني على التوالي. هذا الضعف يُعزى جزء منه إلى العوامل المناخية التي تأثرت بها المناطق الزراعية وأثرت على نوعية وكمية الزيتون المنتج.

2- التقلبات المناخية: التقلبات المناخية المتكررة، مثل فترات الجفاف والتغيرات الجوية غير المتوقعة، قد تكون تحدّ كبير على عملية زراعة الزيتون. يُصبح من الصعب التنبؤ بالإنتاج في مثل هذه الظروف.

3- تأثير الأسعار على السوق: أسفر هذا الارتفاع في أسعار زيت الزيتون عن زيادة كبيرة في تكاليف المستهلكين. فأسعار الزيتون الأسود ارتفعت إلى مستويات قياسية غير مسجلة سابقًا، حيث تجاوزت الزيادة 50٪ مقارنة بالأسعار السابقة. وتتراوح أسعار الزيتون الأخضر والأحمر بين 30 و40 درهمًا للكيلوغرام الواحد، مقابل 16 و18 درهمًا خلال السنوات السابقة.

التدابير المتخذة:

وفي هذا السياق، تعمل الحكومة المغربية بنشاط على دعم القطاع الزراعي والبحث عن حلول لتحسين الإنتاج والاستدامة. تشمل هذه الجهود دعم الفلاحين وتطوير التقنيات الزراعية وزيادة الإنتاج.

مع تزايد الوعي بأهمية زيت الزيتون في النظام الغذائي وصحة الإنسان، يُتوقع أن تظل الحكومة والقطاع الزراعي ملتزمين بمواجهة هذه التحديات وضمان توفر زيت الزيتون بأسعار معقولة للمستهلكين واستدامة هذا القطاع المهم في المغرب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد