فضاء المقاومة ببيوكرى وجمعية شباب طموح يبحثان في تاريخ المدارس العتيقة بسوس وأدوارها العلمية
رشيد الكادي – دنا بريس
في اطار انفتاح فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة التحرير على محيطه الخارجي واحتفالا بالذكرى 44 للمسيرة الخضراء المظفرة، نظم فضاء الذاكرة التاريخية بشراكة مع ثلة من الطلبة الباحثين في جامعة ابن ازهر والمنتمون لجمعية شباب طموح ندوة علمية وصبحية ثقافية حول موضوع “المدارس بسوس الفقهية ودورها في إنتاج علماء الفقه” يوم الثلاثاء 05 نونبر 2019.
وفي تصريح له قال السيد مدير فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير ببيوكرى السعيد خمري: “أن هذا النشاط يأتي في اطار برنامج الأبواب المفتوحة الذي سطره الفضاء احتفالا بالذكرى 44 للمسيرة الخضراء المظفرة، الملحمة الخالدة التي دأب فضاء الذاكرة على التعريف بها للأجيال القادمة قصد استثمار دلالات هذا الحدث الوطني لاسخلاص العبر ولغرس قيم الوطنية الايجابية في نفوس الناشئة، وكذا ترسيخ قيم الانتماء للوطن والافتخار بأمجاده وبطولاته وملاحمه وتمتين الوحدة الوطنية وربط الماضي بالحاضر”.
وأضاف خمري “نحن نعي تمام الوعي أن المدارس العتيقة بسوس والمغرب عامة كانت دوما منارة علم أنارت مختلف ربوع الوطن، بما أنتجته وتنتجه من أعلام وفقهاء حملوا مشعل بناء الوطن… والدفاع عن مقدساته الدينية والثوابت الوطنية. ونشاط اليوم هو فرصة للحديث عن هذا الموضوع الذي اطره تلة من الباحثين والأساتذة”.
وعن محاور الندوة قال ياسين بوفوس رئيس جمعية شباب طموح أن الندوة عرفت نقاشا واسعا لما للموضوع من اشكالات عميقة، وقد همت محاور هامة، المحور الأول تناول موضوع “المدارس العتيقة: المفهوم والتاريخ”، اطره كل من الباحثين ياسين بوفوس وفاطمة الزهراء زضوك. في حين قدم الأستاذ والباحث عبد العزيز أشهبون عرضا بعنوان “واقع المدارس العتيقة بالمغرب واشكالياته”، فيما تناول المحور الثاني موضوع: “دور المدارس العتيقة في الحفاظ على المادة الفقهية تدريسا وتطبيقا”، تأطير الطالب الباحث سعيد البوشواري.
أما المحور الثالث فتمحور حول “دور المدارس العتيقة في إنتاج علماء الفقه” والتي تناولا فيها الباحثان أيوب العياشي وهاجر السراج مسار بعض فقهاء سوس أمثال الفقيه العلامة سيدي الحاج الحبيب، والفقيه سيدي سعيد الشريف، والفقيه سي عبد القادر فنادي، وركزا كذلك في بحثهما على المدارس السوسية كمدرسة تنالت، ومدرسة سيدي الحاج الحبيب، ومدرسة الامام الجزولي ببيوكرى”.
وأضاف بوفوس: “لعل الكم المعرفي الهائل الذي زخرت به هذه الندوة جعل النقاش مستفيضا من قبل الباحثين والضيوف، ولعل مداخلة الفقيه مولاي عبد الكريم المودن الإدريسي أضفت كما معرفيا، وزادا تاريخيا أثر مداخلته، التي كانت تدور حول المدارس العتيقة بسوس بين الاطار التاريخي والمنهج التربوي والتعليمي..”
وافاد بوفوس أن: “الندوة شكلت ارضية خصبة لنقاش فكري متمكن ورزين، بحضور شخصيات وازنة مكونة من ممثلي مجموعة من المدارس العتيقة، التي تعد مفخرة الاقليم في مقدمتهم نائب إمام مدرسة الإمام الجازولي السيد حميد بن اختي وأساتذة وباحثين وفاعلين جمعويين واعلاميين.”
وعلى هامش هذه الندوة كان للحضور الكريم موعد مع جولة موجهة لأروقة فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير ببيوكرى المؤسسة الشريكة في هذا النشاط وهو معلمة متحفية ذات أبعاد وطنية، ثقافية وتربوية تأسست سنة 2011 تابعة اداريا للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.
وقد أطر الزيارة الموجهة كل من السيد سعيد خمري مدير الفضاء وزميلته الباحثة بهيجة حيلات الذين قدموا نبذة تعريفية بمسار الكفاح الوطني والمقاومة المغربية مرورا بفصول من الذاكرة المحلية الشتوكية، هذا الى جانب اعطاء فكرة عن الخدمات، التي يقدمها الفضاء لمرتفقيه، وكذا أهدافه التي تعنى بحفظ وصيانة الذاكرة التاريخية الوطنية والتعريف بها للأجيال القادمة، كما قام الزوار رفقة مسيري هذا المركز بجولة في أروقة هذا الفضاء، الذي عرف بتاريخ المقاومة بالمغرب عموما وبإقليم اشتوكة أيت باها خصوصا.
جدير بالذكر أن جمعية شباب طموح هي مولود جمعوي حديث النشأة باقليم اشتوكة ايت باها، ذات أهداف تربوية وثقافية واجتماعية تهم الرقي بواقع المدينة وواقع الشباب خدمة للصالح العام والطاقات الشبابية بالمنطقة …