رسائل الرئيس التونسي” سعيّد قيس “في خطاب التنصيب
متابعة محمد امشيش
جرت اليوم الأربعاء 23 أكتوبر 2019 بمقر مجلس نواب الشعب بتونس مراسيم تنصيب الرئيس الجديد قيس سعيّد وأدائه اليمين الدستوري أمام البرلمان، وذلك بحضور عدد من ممثلي الحكومات العربية والغربية، حيث مثَّل المغرب،٠ كل من الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب وحكيم بنشماس رئيس مجلس المستشارين لتمثيل الملك محمد السادس.
وفي بداية خطاب اليمين قال الرئيس التونسي أن انفراد حصل في تونس، بأن الشعب لم يقم بثورة ضد الشرعية، بل ما حصل هو ثورة حقيقية بأدوات الشرعية ذاتها، واصفا إياها بالثورة الثقافية، وأنها، “وعي جديد، أو هي وعي يتفجر بعد سكون اهر وانتظار طويل، وهي لحظة تاريخية يتغير فيها مسار التاريخ بوعي الشعب في تغيير مساره في الإجاه الذي يريد”.
عبء الأمانة والمسؤولية
كما اعتبر أن تحمل الأمانة هو استجابة لتطلعات الشعب التونسي إلى الحرية، والعبور حسب قوله إلى ضفة البناء والعمل، لبلوع الأمل الذي طال انتظار أبناء تونس، والذي ضحى بدمائه وشهدائه، وأنه لا مجال للتسامح على ملم واحد في عرق هذا الشعب.
ومن الأمانة أيضا التي يجب الحفاظ عليها حسب قوله، أمانة الدولة التونسية، يقول، “هي التي يجب أن تستمر وتبقى بكل مرافقها، لأنها ملك كل التونسيين والتونسيات على قدم المساواة”، وذلك أيضا يتجلى في الحفاظ على أجهزتها ومرافقها العمومية، لأنها يجب أن تبقى خارج حسابات السياسة، فمثل هاته الحسابات يضيف واصفا، “كالحشرات في الثمار مآلها التعفن”. كما أن الأمانة تستدعي أيضا الحفاظ على المكتسبات الوطنية والثروات التي تزخر بها البلاد، ” فالشعب أمانة والدولة أمانة وجهاز الأمن أمانة وأنات الفقراء والبؤساء أمانة، بل ابتسامة رضيع في المهد أمانة” حسب تعبير قيس سعيّد.
قضية المرأة
كما لم يستثني في خطابه اإشارة إلى قضية المرأة وكرامتها، باعتبارها كرامة وطن ومواطنيه على السواء، تستدعي المزيد من الدعم وخاصة منها الإقتصادية والإجتماعية، كما لا مجال للمساس بحقوقها، “فهي تكابد في البيوت، وفي المعامل، وفي المكاتب وفي الحقول”.
رسائل سعيّد
وعلى خلاف كل الخطب جاءت كلمات قيس سعيّد رنانة وتخاطب القلوب بصدر رحب، ومسؤولةتحُث على النهوض للعمل بمختلف فئات الشعب، هذا الأخير الذي يقول سعيّد، ” أنه يريد المساهمة في تخطي كل الحواجز، وأن الكثيرين في تونس وخارج تونس وعن إرادتهم للتبرع كل شهر بيوم لمدة خمس سنوات حتى تفيض خزائن الدولة، وحتى نتخلص من من التداين والقروض”.
كما أكد على أن الدولة مستمرة بمؤسساتها لا بالأشخاص، وأنها ملتزمة بكل تعهداتها، بل وتطويرها إلى ماهو صالح للشعب، وكذا التفاهم بين الأمم والشعوب في كل ما يخدم الإنسانية قاطبة، وذلك بحكم الإمتداد الطبيعي والحوار الذي يجمع دول الجوار في الوطن العربي والإفريقي ودول شمال المتوسط وفي كل مكان.
كما لم تستثني كلمة الرئيس الإشارة إلى القضية الفلسطينية، وأن تونس ستبقى منتصرة لكل القضايا العادلة، وأن الحق الفلسطيني لن يسقط بالتقادم، ويضيف، “أن فلسطين ليست قطعة في سجل من الملكيات العقارية، بل ستبقى في وجدان كل أحرار تونس وحرائرها منقوشة في صدورهم، وما هو منقوش في الصدور لن تقدر على فسخه القوة أو السفقات”.
مضيفاً أن الموقف ليس ضد اليهود، بل هو موقف ضد العنصرية والاحتلال، معتبرا أنه حان الوقت لوضع حد لهذه المضلمة حسب تعبيره، وفي الأخير أكد قيس سعيّد أن المهمّة التي أُسندت إليه ليست بالسهلة، وأن مهمة الرئيس الأولى هي أن يكون رمزاً لوحدتها وضامناً لاستقلاليتها واستمراريتها، وعليه أن يكون حسب تعبيره، “فوق كل الصراعات الضيقة، ولا فضل لأحد على أحد إلا بحب هذا الوطن”.