أحمد شاكر – دنا بريس
تعددت الفنون منذ ظهورها وهي أصناف كثيرة، منها الفن التشكيلي أو الفن البصري على مختلف أشكاله، فهو مشتق من كلمة plasticize التي تعني “قالب” ، فتوجد منه أربعة أشكال رئيسية، “التصوير، الرسم أو ما يعرف بالتصوير الزيتي، النحت، الفن المعماري”، فيقوم الفنان بإنشاء أي قطعة فنية لتحفيز الأشخاص من خلال تجربة بصرية، ويتأثر الناظرون إليها بشعور ما؛ سواء كان جيدًا أو سيئًا.
ففن النحت الذي كان اقدم الفنون الذي شيد حضارات عديدة، فأفضل الأحجار المصرية البازلت والجرانيت، والنحت على الرخام تكمن صعوبته في درجة نقاء الحجر، حيث أن حجر جلالة درجة نقاؤه ليست عالية، وليست متساوية الصلابة في نفس الحجر، وتعد الصعوبات فى ارتفاع تكاليف المواد الخام والمعدات، والتخزين وخصوصا للأعمال الكبيرة.
فمن يقوم بترويض الصخور ويجعلها كالأشخاص أو الحيوانات ويجعل من يقف أمامها يحدثها كأنها ردت إليها الروح مرة آخرى فهو بالفطرة فنان، لديه البصيرة ليجد طريقه بين الفنون.
هكذا سرد لنا الفنان التشكيلي “محمود مختار” ابن منطقة عين شمس بمحافظة القاهرة، خريج فنون جميلة المنيا 2008، قسم رسوم متحركة، قائلًا أعمل فى تحريك الصلصال منذ ثلاثة سنوات، وشاركت فى اعمال كـ “قصص الأنبياء، وفارس القمر الخامس من إنتاج صوت القاهرة”، واكتسبت من الدراسة العديد من الخبرة في الفن “المصري القديم”، تتلمذت على يد الدكتور “ميسرة عبد الله” وشاركت معه فى العديد من الندوات والبعثات فى الخارج، منها البعثة الألمانية فى تونة الجبل لمدة 3 مواسم.
فلكل فنان أسلوب مختلف تمامًا عن الأخر، لا يقارن به، فعند بدأ مارثون الفنون التشكيلية تجد العديد من الأشكال والأنواع التي يسيل لها اللعاب، وتباع وتشترى باسعار باهظة الثمن، فعند دخولي بوابة الفن كان رصيدي سالب وخبرتي قليلة نسبًة لفنانين فطاحل، فكان التحدي بالنسبة لي هو كيفية تخطي تلك العقبات واثبات جدارتي وسط النحاتين، وهكذا بدأت مسيرتي وشغفي بالفن المصري القديم مع تطوير اساليب النحت وتكوينات المضمون.
وأضاف مختار: “هذا ما جعلني بعدها أحتل منصبا متميزا بالمجلس الأعلى للأثار “بوحدة النماذج الأثرية”، وأثارت همتى وتشجيعي بزيارة المتاحف المصرية، ومشاهدة الأثار الموجودة بداخلها وانظر إليها من عدة زوايا واقوم بدراستها تفصيليًا، وحتى الأن أعمل فى وزارة الأثار كأخصائي رسم أثري.
وقمت بتشكيل أعمال عديدة، لكني لم أصممها لكي أتقدم بها وأنال جائزة، فانا أفضل الفن للفن فقط، ومن ثم تتحدث أعمالي عني، فالفنان الحقيقي هو من يكد فى عمله من أجل نفسه والفن معًا، ومع ذلك؛ فقد صممت الكثير من الأشكال وتم عرض أعمالي فى الكثير من المعارض فى بلاد العالم، مثل معرض “أم كلثوم” فى المغرب برعاية وزارة الأثار، ومعارض فى فيينا، ومعرض “الصفاقس” حين اختيارها عاصمة الثقافة العربية عام 2017، وبمناسبة مرور 75 على العلاقات المصرية الهندية تم عرض اعمالي فى أحد المعارض الهندية، لقتت أعمالي إعجاب الفنانين التشكيليين، مما جعلني أشارك بها بعدد من المعارض الآخرى حول العالم كـ “اليونان وروسيا وأسبانيا وجورجيا وكندا ورومانيا وإيطاليا والنمسا وغيرها.
كما شاركت في أكثر من سمبوزيوم حجر للمحترفين بداية من 2016 في سمبوزيوم BUC، وسمبوزيوم شرم الشيخ عام 2018 بمواكبة منتدى شباب العالم، حيث نظم السمبوزيويم لتجميل حديقة الصداقة في شرم الشيخ. شارك في هذه الفعالية زميلان من مصر، وتوم بلات من الولايات المتحدة، وكلاوس فريديش هاوسلكر ورونالد هاوفت من ألمانيا، فاليريان جيكيا من جورجا؛ الذين يعملون بالحجر. بينما ولارا ستيفا من إيطاليا يستخدمان الأخشاب، ونديم أحمدوفيتش يشكل أعماله بالحديد.
ويسترسل مضيفًا، أن الفنان قد يفضل خامات واداوت عن اخرى، وهي أيضًا ما تميزه عن غيره من الفنانين، أقوم باختيار الحجر على حسب التصميم الذي أقوم بتشكيله، وإذا كان القالب الذي سوف انحته سيكون من ضمن أعمالي الخاصة، فأنا أفضل حجر البازلت، فهو حجر ناري افضله عن باقي الأحجار، رغم أنه يأخذ وقتا وجهدا كبيرا فى العمل عليه، لكنه يشكل لك قطعة فنية ليس لها مثيلا أخر، أما عن التطور الطبيعي فهو السراميك التى تعتبر مكوناته من الأرض ويسهل تشكيله ولا يأخذ وقتا كحجر الجرانيت.
ولفت الفنان التشكيلي، بأن معظم أعماله تأثرت بنشأته فى حي “عين شمس” بمنطقة أرض الشريف.. “كان يوجد أمام منزلي أرض واسعة تضم بعض تماثيل العصر الفرعوني القديم، كنت أنظر إلى تمثال من حجر “الكوارتز” الذي لم يكتمل وادقق النظر إليه واتبع تفاصيله ودراسته من خلال بعض الكتب والمواقع الإلكترونية، ففي حي “عين شمس” تعلمت العديد من الثقافات المختلفة”.
وكان أول برورتيه نحت قمت به في 2013، تأثرت من خلاله باسلوب الرسم المصري، المقابلة “رسم الجسم من المقدمة مع الرأس بروفايل”، وتحويله لنحت مع الحفاظ على الرصانة والوقار المصري، ومن يومها وأنا أحافظ على هذا الأسلوب وأتمنى أن يصبح مدرسة في النحت.
واختتم مختار أنه سوف يعمل جاهدًا على تطوير فن النحت، سواء فى المواد المستخدمة أو عملية التصنيع نفسها، باستخدام المواد الصديقة للبيئة، فالنحات دائمًا يفكر بطريقة ثلاثية الابعاد، فنحن النحاتين نساهم فى صناعة الجمال والحفاظ على البيئة.